قال مقاتلون من المعارضة السورية إن القوات الحكومية السورية وفصائل مسلحة تساندها إيران شنّوا هجوماً على قرى بدوية في جنوب شرق البلاد الاثنين؛ لإحكام قبضتها على مساحة شاسعة من الصحراء تمتد حتى الحدود مع العراق. 
وقال مقاتلو المعارضة إنهم تعرضوا لهجوم عند الفجر في منطقة صحراوية قليلة السكان تقع إلى الشرق من مدينة السويداء، التي تسيطر عليها قوات موالية للحكومة السورية، وتسكنها أغلبية من الأقلية الدرزية.
وشمل الهجوم الجوي والبري المدعوم بقوة جوية روسية ثماني قرى من تل أصفر وحتى تلول الشهيب، وهي مناطق انتزع الجيش السوري الحر المعارض السيطرة عليها من تنظيم الدولة في نهاية آذار، بعد أن تقهقر التنظيم لإعادة ترتيب صفوفه على مسافة أبعد إلى الشمال. وقال محمد عدنان، وهو متحدث باسم جيش أحرار العشائر، وهي إحدى جماعات المعارضة المسلحة تتألف من مقاتلين من القبائل وتنشط في المنطقة الحدودية مع الأردن: «هذا أكبر هجوم من قبل النظام وميليشياته الإيرانية على قرى ريف السويداء الشرقية. استُخدمت كافة أنواع الأسلحة طيران ومدفعية وصواريخ وهجوم بري في هجوم غير مسبوق». وأضاف: في السنوات التي سيطرت فيها داعش على هذه المناطق لم يحدث أي نوع من الاشتباك، ولم يهجم النظام عليهم». في وقت لاحق، قال عدنان إن الجيش تمكن من السيطرة على سبع قرى على الأقل. وجاء في بيان للجيش أنه استعاد السيطرة على عدة بلدات وقرى في ريف السويداء الشرقي.
قبائل بدوية
تقطن قبائل بدوية المناطق الصحراوية الممتدة شرقي السويداء، وهي قبائل تعارض سلطة الحكومة منذ فترة طويلة. ويشكل العديد منها جماعات المعارضة المسلحة الرئيسية التي تنشط في المنطقة.
ولا يشمل تلك المنطقة اتفاق توسطت فيه روسيا والولايات المتحدة لوقف إطلاق النار في جنوب غرب سوريا دخل حيز التنفيذ الأحد. وكان الاتفاق أول جهد لإحلال السلام من جانب الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس دونالد ترامب.
وفي الجنوب الغربي، حيث ما زال وقف إطلاق النار صامداً بشكل عام، قال مقاتلون في المعارضة إن الجيش أوقف القصف الجوي، لكن القصف المتقطع مستمر على مناطق خاضعة لسيطرتهم في مدينة درعا وفي مرتفعات الجولان. وقال الرائد عصام الريس، المتحدث باسم تحالف الجبهة الجنوبية المؤلف من جماعات معارضة مسلحة يدعمها الغرب: «نحن نرصد خروقات النظام بعدة مواقع في درعا والقنيطرة باستخدام الهاون والمدفعية الثقيلة والغراد».
ومنذ حزيران، كثف الجيش السوري المدعوم من فصائل مسلحة تساندها إيران قصفه لمناطق تسيطر عليها المعارضة في مدينة درعا الحدودية، في محاولة للوصول إلى الحدود الأردنية. كما أرسل أيضا تعزيزات إلى منطقة صحراوية على مسافة أبعد صوب الجنوب الشرقي؛ لمنع سقوط المناطق التي تفقدها الدولة الإسلامية في يد الجيش السوري الحر.وقال سعيد سيف، وهو مسؤول في كتائب شهداء أحمد عبده التابعة للجيش السوري الحر:  «الميليشيات الشيعية الإيرانية مستمرة في إرسال التعزيزات للبادية؛ لتوسيع نطاق نفوذهم، ونفعل كل ما باستطاعتنا لردعهم».
وتمكنت القوات الحكومية السورية من الوصول إلى منطقة قريبة من الحدود العراقية للمرة الأولى، بعد تقدمها في مناطق كانت في يد الدولة الإسلامية. كما طوقت عملياً المنطقة الصحراوية الخاضعة لسيطرة الجيش السوري الحر الممتدة إلى الحدود مع الأردن والعراق والقريبة من حصن التنف، الذي تتمركز فيه قوات أمريكية.
معارك بجنوب سوريا
وأعلنت المعارضة السورية المسلحة عن قتلها العشرات من الجنود، وإسقاط طائرة حربية للنظام خلال استعادتها السيطرة على منطقة بريف السويداء الشرقي، بينما قصفت قوات النظام أحياء بدرعا رغم اتفاق إطلاق النار الذي وقعته الولايات المتحدة و روسيا قبل أيام بتنسيق مع الأردن.
وأفادت مصادر المعارضة أن الطائرة أسقطت بالقرب من منطقة أم رمم بالبادية السورية، كما أعلنت عن تدميرها دبابتين وجرافة عسكرية، وقالت المعارضة المسلحة إن الطائرة أسقطت من قبل فصيل أسود الشرقية ضمن «معركة الأرض لنا».
وأفادت وكالة الأنباء الألمانية أن 32 عنصراً من قوات النظام السوري والمليشيات الموالية لها قتلوا خلال معارك استعادت فيها قوات المعارضة السيطرة على منطقة أم رمم وعدد من التلال حولها في ريف السويداء الشمالي الشرقي.
وبحسب المصدر فإن المعارك ما تزال مستمرة في منطقتي الرجم وشيهب وسط غارات روسية على منطقة الاشتباكات، مشيراً إلى أن المناطق التي استعادتها المعارضة تعد مناطق استراتيجية في عمق البادية السورية لقربها من تل محكول الذي يشرف على مناطق واسعة.
وكانت فصائل المعارضة (أسود الشرقية وقوات الشهيد أحمد العبدو وجيش  العشائر) اتهمت في بيان يوم الاثنين قوات النظام والمسلحين الموالين باستغلال التزامها بالهدنة والهجوم على عدة مواقع في بادية الشام.
وفي غضون ذلك أصيب عدد من المدنيين في قصف لطائرات النظام السوري على درعا،  وشمل القصف أحياء عدة بدرعا، حيث استخدمت قوات النظام البراميل المتفجرة وقذائف الهاون مما إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين.
وكان اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب سوريا قد بدأ منتصف نهار أمس الأحد بالتوقيت المحلي -ويشمل محافظات السويداء ودرعا والقنيطرة- بين الأطراف المتصارعة وهي: قوات النظام المدعومة بمليشيات إيرانية ومقاتلين من حزب الله اللبناني، وفصائل المعارضة المسلحة المنضوية ضمن الجبهة الجنوبية.}