العدد 1365 / 12-6-2019

خرج آلاف السوريين لتشييع منشد الثورة السورية (عبد الباسط الساروت) الذي قتل متأثرا بإصابته في معارك ضد قوات النظام بريف حماة.

وأصيب الساروت الخميس الماضي في قرية تل ملح بريف حماة الشمالي، أثناء مشاركته في القتال بصفوف فصيل "جيش العزة"، ثم توفي يوم السبت متأثرا بإصابته، بعدما نقل إلى تركيا المجاورة لتلقي العلاج.

ووصل جثمانه إلى إدلب اليوم الأحد حيث استقبله المشيعون عند معبر باب الهوى الحدودي وساروا خلفه في سياراتهم وعلى دراجاتهم، وأطلق البعض النار في الهواء، وصولا إلى بلدة الدانا في ريف إدلب الشمالي حيث ووري الثرى.

ونعى ناشطون ومعارضون سوريون -من السياسيين والعسكريين- الساروت، الذين رأوا فيه "رمزا من رموز الثورة"، وتداولوا مقاطع فيديو قديمة له أثناء قيادته للاحتجاجات ضد النظام قبل سنوات.

وكتب الباحث والأستاذ الجامعي في باريس زياد ماجد على صفحته على فيسبوك أن الساروت "هو أصدق تعبير عن الثورة السورية وتعرجاتها ومآلاتها".

وأضاف ماجد "من متظاهر ومنشد سلمي يطلب الكرامة والحرية، الى مقاتل دفاعا عن حمص العدية (لقب لحمص) إلى مواكب لتحوّلات الهويّات القتالية والمقترب لفترة من التطرف وراياته السوداء، ثم المبتعد عنها والعائد إلى ريف حماة الشمالي".

إسطنبول.. صلاة الغائب على "حارس الثورة" السورية

شارك آلاف السوريين المقيمين في تركيا، وأبناء جاليات عربية أخرى، وأتراك، بصلاة الغائب، بمسجد الفاتح في إسطنبول، على روح عبد الباسط الساروت، منشد الثورة السورية و"حارسها".

ويعتبر الساروت، أحد أبرز رموز الثورة ضد النظام السوري، الذي استشهد السبت الماضي، جراء إصابته في المعارك بين فصائل المعارضة السورية وقوات بشار الأسد وحلفائه في ريف حماه شمالي البلاد.

ورفع المشاركون صورة الساروت، بالإضافة إلى علمي الثورة السورية وتركيا.

ودعوا إلى الانتقام من النظام السوري، ومواصلة الثورة السورية بعد مقتل الساروت، والإصرار على تحقيق أهداف الثورة السورية وإسقاط النظام.

ووري جثمان الساروت الثرى يوم الأحد، شمالي سوريا، بعد أن الصلاة عليه في مدينة الريحانية بتركيا.

وينتمي الساروت، وهو مواليد 1992 إلى مدينة حمص وانخرط في المظاهرات ضد النظام منذ بدايتها، ويطلق عليه الناشطون لقب "منشد الثورة" وذلك بسبب الأهازيج والأناشيد التي كان يطلقها خلال قيادته للمظاهرات، والتي انتشرت على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي.

وكان الساروت قبل الثورة حارس مرمى لفريق الشباب بنادي الكرامة الحمصي أحد أعرق الأندية السورية، وأصبح أحد أبرز وجوه الحراك السلمي ضد النظام بعد انطلاق الثورة، ولقبه الناشطون فيما بعد بـ "حارس الثورة السورية".

ومع جنوح النظام للحل العسكري واستخدامه القوة العسكرية ضد المتظاهرين اضطر الساروت وبعض رفاقه لحمل السلاح وقتال قوات النظام دفاعاً عن مدينتهم.

وفي عام 2014 أجبر على ترك مدينته حمص ضمن اتفاق إخلاء للمعارضين في المدينة، بعد حصار وقصف لقوات النظام عليها دام لأشهر.

وعاد الساروت للعمل العسكري ضد النظام مع اشتداد المعارك شمالي سوريا ومحاولة النظام وحلفائه التقدم في ريفي حماه وإدلب، حيث تعرض لإصابة بالغة قبل أيام في ريف حماه خلال مشاركته في عملية عسكرية لفصائل المعارضة ضد قوات النظام ونقل إلى تركيا لتلقي العلاج ولفظ أنفاسه الأخيرة هناك.

وفقد الساروت والده وخمسة من إخوته على يد قوات النظام منذ انطلاق الثورة في آذار 2011، وكانت وصيته بأن يدفن في سوريا في حال استشهاده الذي طالما تمناه في الأناشيد التي كان يشدو بها.

ونعى الائتلاف السوري لقوى المعارضة والثورة والمجلس الاسلامي السوري وغيرها من الهيئات المعارضة، عبد الباسط الساروت، وقدموا التعازي لعائلته وللسوريين ككل بوفاته.

كما تصدرت صورة الساروت ومقاطع من الأناشيد التي كان يغنيها صفحات آلاف النشطاء.