للجمعة الخامسة على التوالي يخرج الفلسطينيون في قطاع غزة في مظاهرات «مسيرة العودة»، وبدأ الآلاف من الفلسطينيين في التوافد على مخيمات العودة على الشريط الحدودي، الذي يفصل قطاع غزة عن الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1948 في جمعة «الشباب الثائر».
وقال مسعفون في قطاع غزة إن القوات الإسرائيلية قتلت بالرصاص ثلاثة محتجين فلسطينيين عند الحدود مع غزة يوم الجمعة، بعد ساعات من انتقاد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان لإسرائيل لاستخدامها «القوة المفرطة».
وقتلت القوات الإسرائيلية 41 فلسطينياً وأصابت أكثر من خمسة آلاف آخرين منذ أن بدأ سكان غزة الاحتجاجات على الحدود في 30 من آذار، للمطالبة بحق العودة للاجئين الفلسطينيين.
وأطلق جنود إسرائيليون من وراء تحصينات على جانبهم من الحدود الذخيرة الحيّة والغاز المسيل للدموع عبر السياج الحدودي البالغ طوله 40 كيلومتراً على المحتجين في خمسة مواقع على جانب غزة.
وقال مسؤولون طبيون في غزة إن محتجين اثنين أصيبا بالرصاص في حالة حرجة بالمستشفى، وأصيب 600 آخرون. ونصب المحتجون السواتر الترابية وجهزوا الإطارات المطاطية رجالاً ونساء لإشعالها بهدف عزل الرؤية عن القناصة الإسرائيليين المنتشرين بالقرب من الشريط الحدودي.
وقال الجيش الإسرائيلي إن عشرة آلاف من سكان غزة شاركوا في ما وصفه بأنه «شغب» وإن بعضهم حاولوا اختراق الحدود إلى إسرائيل. وأضاف أن القوات «تعاملت وفق قواعد الاشتباك» لمنع الناس من عبور الحدود.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن 200 أصيبوا بنيران الأسلحة بينهم صحفي فلسطيني أصيب في القدم. وعولج عشرات آخرون، بينهم أربعة مسعفين، من أثر استنشاق الغاز بعدما أمطرت القوات الإسرائيلية المنطقة بالغاز المسيل للدموع.
وألقى المحتجون الحجارة ودفعوا بإطارات مشتعلة صوب السياج الحدودي، وربط بعضهم عبوات بنزين مشتعلة بطائرات ورقية دفعوا بها صوب أراضي إسرائيل.
وعلى الصعيد الدولي والدبلوماسي طالب مفوّض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين يوم الجمعة إسرائيل بإنهاء الاستخدام المفرط لقواتها الأمنية بالقرب من الجدار العازل لقطاع غزة، وأن تحاسب المسؤولين عن سقوط عدد كبير من القتلى في صفوف الفلسطينيين وإصابة المئات خلال الشهر الأخير.
وتشير تقارير فرق الإغاثة في قطاع غزة المحاصر إلى مقتل نحو 42 شخصاً وإصابة أكثر من 5500 في محيط الجدار العازل، فيما لم تسجل أية إصابات في صفوف الجنود الإسرائيليين.
وأردف الأمير زيد قائلاً: «إن القانون الدولي يسمح باستخدام القوة المميتة في حالات «الضرورة القصوى»، لكن يصعب فهم التهديد الذي تمثله حجارة أو قنابل حارقة تلقى من مسافة بعيدة على قوات أمن تحظى بوسائل حماية قوية».
وورد في بيان المفوض الأممي أن عدد القتلى يشمل 35 شخصاً قتلوا خلال مظاهرات «مسيرة العودة الكبرى» ويبدو أنهم غير مسلحين ولا يشكلون تهديداً محدقاً بقوات الأمن الإسرائيلية.}