العدد 1398 / 29-1-2020

أعلن وزير الداخلية الإسرائيلي أرييه درعي يوم الأحد أنه وقع على مرسوم يقضي بالسماح لليهود ولكل من يحمل الجواز الإسرائيلي بالسفر إلى السعودية لأغراض تجارية ودينية.

ويسمح مرسوم درعي بالمغادرة إلى المملكة العربية السعودية بشكل علني لأول مرة منذ قيام إسرائيل، علما أن السلطات الإسرائيلية كانت تمنع السفر للسعودية بالجواز الإسرائيلي، حيث كانت تصنف السعودية "دولة عدوا".

ووفقا لبيان صادر عن وزارة الداخلية الإسرائيلية، فإن المرسوم اتُخذ بقرار مشترك مع المؤسسة الأمنية ووزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي والجهات الأخرى ذات الصلة.

وكان السفر العلني غير الرسمي من إسرائيل للسعودية مقتصرا على فلسطينيي 48 لأداء مناسك الحج والعمرة بموجب الوصاية الأردنية.

صفقة القرن

واتخذ المرسوم الإسرائيلي بالتزامن مع دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورئيس تحالف "أزرق أبيض" بيني غانتس، إلى مشاورات في البيت الأبيض بشأن خطة السلام الأميركية في الشرق الأوسط والتي تعرف إعلاميا بـ"صفقة القرن"، ويرى فيها فلسطينيون وغيرهم خطة لتصفية القضية الفلسطينية.

وبموجب المرسوم، سيسمح أيضا لفلسطينيي 48 بالسفر إلى السعودية بالجواز الإسرائيلي من أجل تأدية مناسك الحج والعمرة، مما يعني تطلع تل أبيب لإنهاء الوصاية الأردنية على الحجيج من فلسطينيي 48، الذين كانوا يدخلون السعودية بموجب جواز سفر أردني مؤقت.

كما يجيز المرسوم لليهود حملة الجواز الإسرائيلي السفر إلى السعودية والمشاركة في مؤتمرات تجارية واقتصادية واجتماعات عمل مع رجال أعمال سعوديين وعرب، أو البحث عن فرص للاستثمار التجاري بين البلدين.

ويشترط المرسوم ألا تتخطى مدة إقامة اليهودي الإسرائيلي في السعودية 90 يوما كحد أقصى، وذلك شريطة أن يكون مقدم الطلب للجهات الإسرائيلية قد حصل على تأشيرة من السعودية ويحمل دعوة من مسؤول أو جهة رسمية أو شركة تجارية.

تطبيع علني

ونقلت صحيفة هآرتس عن مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى ومطلعة على هذه الإجراءات، قولها إن "المرسوم تم توقيعه بشكل فعلي يوم الأربعاء الماضي بعد دراسته والتحضير له على مدار أسابيع عدة، وأعلن عنه اليوم بعد أن نضجت كافة الإجراءات والمعاملات المتعلقة بالمرسوم".

ويمهد هذا المرسوم لتطبيع العلاقات بين تل أبيب والرياض وخروج العلاقات بين البلدين من السر إلى العلن، علما أنها استمرت بين البلدين على مدار عقود بشكل سري، وفقا لوسائل الإعلام الإسرائيلية، التي أشارت إلى أنها تمحورت بالأساس حول التعاون والتنسيق الأمني، لكنها تعززت منذ تسلم محمد بن سلمان ولاية العهد في السعودية.

ووفقا للإذاعة الإسرائيلية الرسمية (كان)، فإن السنوات الأخيرة شهدت توطيدا غير مسبوق للعلاقات بين إسرائيل ودول خليجية، وخاصة السعودية، وعزت هذا التقارب إلى ما سمتها التهديدات المتزايدة من إيران وتدهور القضية الفلسطينية.

ويأتي هذا المرسوم الإسرائيلي -بحسب الإذاعة الإسرائيلية- "في الوقت الذي تحاول فيه السعودية تخليص نفسها من صورتها الراديكالية والمحافظة، حيث سعت الرياض في السنوات الأخيرة إلى إظهار الانفتاح على الغرب، سواء في ما يتعلق بإصلاحات الشركات أو من حيث محاولة اجتذاب المستثمرين والسياح لتزويد الاقتصاد السعودي بمزيد من الموارد إلى جانب النفط، الذي يعتمد عليه الاقتصاد السعودي".

وزير الخارجية السعودي: لا يمكن للإسرائيليين زيارة المملكة

قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إن الإسرائيليين غير مرحب بهم في السعودية، وذلك بعد إصدار تل أبيب قرارا يسمح للإسرائيليين بالسفر إلى المملكة السعودية.

وأشار الوزير السعودي -في حوار مع شبكة سي أن أن الأميركية- إلى أن العلاقات مع إسرائيل تعتمد على التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين، وأضاف أن السعودية تشجع على التوصل إلى حل سلمي للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي.

وبشأن القرار الذي أصدرته وزارة الداخلية الإسرائيلية القاضي بالسماح لمواطنيها بالسفر إلى السعودية، قال بن فرحان إن سياسة المملكة ثابتة، وإنه ليست لديها علاقات مع إسرائيل.

وكانت وزارة الداخلية الإسرائيلية أصدرت بيانا يوم الأحد يسمح للإسرائيليين في حالة دعوتهم أو صدور تصاريح لهم من قبل السعودية، بالسفر إلى المملكة لأسباب دينية مثل الحج، أو لممارسة أنشطة تجارية مثل الاستثمار أو عقد اجتماعات، على أن تصل مدة السفر تسعة أيام.

وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن إعلان وزير الداخلية الإسرائيلي توقيع مرسوم يسمح للإسرائيليين بالسفر إلى السعودية، يأتي على خلفية دفء العلاقات بين إسرائيل ودول خليجية.

يشار إلى أن السفر العلني غير الرسمي من إسرائيل للسعودية كان مقتصرا على فلسطينيي 48 لأداء مناسك الحج والعمرة بموجب الوصاية الأردنية.

ووفقا للإذاعة الإسرائيلية الرسمية (كان)، فإن السنوات الأخيرة شهدت توطيدا غير مسبوق للعلاقات بين إسرائيل ودول خليجية، وخاصة السعودية، وعزت هذا التقارب إلى ما سمتها التهديدات المتزايدة من إيران وتدهور القضية الفلسطينية.