د. محمد شندب

الى أبطال الانتفاضة الفلسطينية.. اليكم أيها القابضون على حجارة العزة والشموخ أهدي سيرة عظيم قاد كتائب الجهاد في المغرب الأقصى، ضد أعتى استعمار غاشم و ظالم.
في بداية القرن العشرين كانت الدولة العثمانية قد شارفت على الانهيار. رأت الدول الأوروبية أن الفرصة مؤاتية لاحتلال المغرب الإسلامي. فكان مؤتمر الجزيرة الخضراء سنة 1906م الذي شاركت فيه 12 دولة اوروبية مع أميركا، وقرروا احتلال المغرب وتقسيمه بين اسبانيا وفرنسا وايطاليا وبريطانيا وألمانيا.
عبد الكريم الخطابي أمير قبيلته في أغادير بدأ يناهض الاستعمار فقتله الإسبان. حمل راية الجهاد من بعده ابنه محمد، الذي ابتكر حرب العصابات وحرب الأنفاق في مواجهة جيوش المستعمرين. وعندما أنزل المجاهدون خسائر فادحة في جيوش الاحتلال، حشدت اسبانيا ستين ألف جندي، وكانت المنازلة الكبرى في مدينة أنوال سنة 1921م. المجاهدون في هذه المعركة لا يزيدون على ثلاثة آلاف رجل. لقد قتلوا ثمانية عشر ألفاً من الإسبان وأسروا عشرات الآلاف، ولم يسلم منهم سوى 600 جندي.
بعد هذا النصر المبين أقام الأمير محمد دولة إسلامية في ريف المغرب وطبّق أحكام الشريعة الإسلامية، كما فتك جنوده بقوات الغزاة المحتلين. أدرك الاستعمار ان هذه الدولة ستوحد المغرب والعالم الإسلامي، فقرر القضاء عليها.
حشدت الدول الأوروبية خمسمائة ألف جندي، تحداهم الأمير محمد بعشرين ألف مجاهد، وحقق عليهم انتصارات باهرة. ولما أعجزهم الأمر استعملوا الطائرات وضربوا المدنيين بالأسلحة الكيميائية والغازات السامة. في النهاية بقي معه مئتان من الأبطال. أخيراً قبل بمفاوضة المحتلين على قاعدة حرية المغرب و سيادته، لكن الفرنسيين غدروا به و نفوه الى جزيرة ريينيون في المحيط الهندي، حيث بقي عشرين سنة في المنفى صابراً محتسباً. ثم في سنة 1947م لجأ الى مصر وقضى فيها بقية عمره.
أدعو المجاهدين في فلسطين إلى أن يتعرفوا على هذا العملاق، فبمثله تتحرر القدس وأرض الإسلام السليبة.}