انطلقت، بعد ظهر يوم الثلاثاء، أعمال المؤتمر السابع لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) بمدينة رام الله، بحضور قائد الحركة الرئيس محمود عباس و92% من المدعوين للمؤتمر، وممثلين لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وافتتحت الحركة أعمال المؤتمر (الذي يستمر لخمسة أيام) بالسلام الوطني الفلسطيني، وآيات من القرآن الكريم، قبل أن يتحدث الناطق الإعلامي باسم المؤتمر محمود أبو الهيجا بكلمات نثرية في حق الحركة.
وانتخب المؤتمر السابع للحركة بالإجماع محمود عباس قائداً عاماً للحركة.
ويناقش المؤتمر في أعماله تعزيز الوحدة الوطنية بين الفصائل وإنهاء الانقسام وانسداد الأفق السياسي وبحث التشابكات الإقليمية والدولية التي لها علاقة بالقضية الفلسطينية، ويناقش برنامج البناء الوطني وتفعيل المبادرات الدولية في ظل تعثر المفاوضات، وفتح باب الترشيح للإطارين القياديين للحركة المتمثل باللجنة المركزية والمجلس الثوري.
ويأتي المؤتمر في ظل حالة انقسام غير مسبوقة تشهدها حركة فتح، قيادات وغياب ونواب في المجلس التشريعي والمجلس الثوري عن حركة فتح، وإعلانهم عدم حضور المؤتمر لعدم تمثيله الكل الفتحاوي.
وتتحدث تقارير عن خلافات داخل الحركة بين معسكر يقوده عباس وآخر يتزعمه القيادي المفصول من الحركة محمد دحلان. وحسب وكالة أسوشييتد برس، فإن المؤتمر سيفرز بعض الوجوه الجديدة في اللجنة المركزية والمجلس الثوري، لكنه يثبّت زعامة عباس ومنع عودة دحلان.
كلمة حركة «حماس»
في سياق متصل ألقى النائب الشيخ أحمد الشيخ علي القيادي في حركة حماس، كلمة الحركة، نيابة عن رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل في المؤتمر العام السابع لحركة فتح.
بدأ مشعل كلمته بمخاطبة عباس: «الأخ أبو مازن، رئيس حركة فتح، رئيس منظمة التحرير، رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية»، الأخوة والأخوات أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح وأعضاء مؤتمرها العام السابع وجميع قيادتها وكوادرها:
ينعقد مؤتمركم الكريم هذا في ظروف معقدة واستثنائية لها انعكاساتها على قضيتنا الفلسطينية وعلى الواقع الإقليمي من حولنا، مما يضاعف من مسؤولياتنا الوطنية ويزيد من حجم المسؤولية الملقاة عليكم تجاه حركتكم وشعبكم وشركائكم في الوطن، وأنتم تتداولون في جدول أعمالكم وترسمون مواقفكم وسياساتكم.
وإني إذ اخاطبكم بهذه الكلمات فمن منطلق أننا شركاء في الوطن والقضية والنضال والقرار، ونحن في حركة المقاومة الإسلامية «حماس» جاهزون لكل مقتضيات هذه الشراكة معكم في «فتح» ومع جميع الفصائل والقوى والشخصيات الوطنية، وذلك لمصلحة شعبنا وقضيتنا ولصالح نضالنا ومعركتنا مع الاحتلال الإسرائيلي.
ومن هنا فإننا نتمنى لكم النجاح والتوفيق في أعمال مؤتمركم هذا، والوصول إلى نتائج إيجابية ومخرجات سديدة بما يعزز صفكم ووحدتكم الداخلية أولاً ويجدد ثانياً أداء الحركة وبرنامجها النضالي الذي عرف عنها وتميزت به منذ كانت الثورة الفلسطينية المعاصرة، التي كان على رأسها القائد الشهيد ياسر عرفات رحمه الله. ويرسخ ثالثاً مناخ الوحدة وروح الشراكة الوطنية التي تساعد على سرعة إنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام وترتيب بيتنا الفلسطيني وبناء مؤسساتنا الوطنية، ثم أخيراً بما يمكننا من العمل معاً وبجميع طاقات شعبنا العظيم وقواه ومكوناته في الداخل والخارج في مقاومة الاحتلال والاستيطان والتهويد ومواجهة عدوانه وجرائمه، وكسر الحصار عن غزة، وذلك وفق برنامج نضالي وسياسي وطني مشترك نتوافق عليه، مما يضاعف قوتنا ومقاومتنا ويجسد وحدتنا وشراكتنا ويحمي قرارنا الفلسطيني المستقل ويقربنا بإذن الله إلى لحظة النصر والتحرير والعودة، واستعادة القدس والأقصى وجميع مقدساتنا الإسلامية والمسيحية، وإنجاز مشروعنا الوطني وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس، وكذلك عودة اللاجئين إلى أرضهم وإعادة الحرية لأسرانا واسيراتنا البواسل جميعاً.
وختم مشغل خطابه قائلاً:
هذه الكلمات التي أكتبها لكم ما هي إلا تعبير نابع من قلبي وعقلي عن هذه الرؤية والقناعات التي أؤمن بها وأخواني، أحببت أن أتبادلها معكم في مؤتمركم الكريم، متمنياً كل نجاح وتوفيق.
الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للأسرى والعز لأبطال المقاومة والنصر لشعبنا وأمتنا.. وستظل القدس رمز قضيتنا العادلة وعاصمة دولتنا الحرة المستقلة بإذن الله.