العدد 1400 / 12-2-2020

بعد تردد استمر ثلاثة أعوام ، اعلن الرئيس الأميركي (دونالد ترامب) عمّا سمّي ﺑ "صفقة القرن" ، خلال مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء 28/1/2020 م ، بحضور رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتانياهو.

وتداعت قيادة حركة حماس الى اجتماعات طارئة ، متزامنة مع الاعلان وبعده ، لتدارس مضامين الصفقة ، وكيفية التعامل معها .

التوصيف السياسي للصفقة :

vان هذه الصفقة ،هي مشروع سياسي جديد ، لتصفية القضية الفلسطينية ، وحل مشكلة وأزمة "الكيان الصهيوني" ، الذي مازال يبحث عن المشروعية السياسية والاخلاقية ، منذ تأسيسه قبل سبعين عاماﹰ ونيف ، على حساب ارض ليست ارضه (فلسطين) ، وشعب هو صاحب هذه الارض ومالكها الحقيقي (الشعب الفلسطيني) .

vالفارق في هذا المشروع الجديد عن غيره من المشاريع السابقة ، ان الادارة الاميركية الحالية ، هي الاكثر انحيازاﹰ في التاريخ الاميركي للكيان الصهيوني ، ورئيسها ترامب لا يوارب ولا يناور في ذلك ،اضافة الى ان هذا المشروع "حسم" المسائل الاساسية في الصراع (القدس/المستوطنات/اللاجئين/طبيعة الدولة الفلسطينية) ، وكان حسمه لها لمصلحة الكيان الصهيوني بشكل مطلق .

vتمثل الصفقة افلاساﹰ لمشروع التسوية السياسية ، ونهاية الوهم بامكانية تحقيق تسوية تاريخية ، مثلما سعت وسوقت قيادة منظمة التحرير الفلسطسنسة وحركة فتح .

v لم يتضمن الاعلان شيئاﹰ جديداﹰ ، على صعيد النوايا الصهيونية المضمرة والمعلنة ، بل أكدتها ، ووضعتها في سياق خطة سياسية ، تدعمها وترعاها الادارة الاميركية .

v شكل الاعلان استفزازاﹰ كبيراﹰ للرأي العام الفلسطيني ، والعربي ، والاسلامي والدولي .

v كشف الاعلان عن تواطؤ بعض النظم العربية الرسمية ، وتخاذل نظم اخرى ، مع موقف متقدم ومميز لبعض النظم . وعلى الرغم من ذلك ، فان المواقف التي صدرت عن الجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي كانت في عمومها مقبولة .

v بدا الموقف الفلسطيني بشكل عام موحداﹰ في الرفض القاطع للصفقة ، ولعل الموقف الفلسطيني الرسمي مهم جداﹰ باعتباره يمثل الشرعية الفلسطينية اقليمياﹰ ودولياﹰ .

كيف نواجه الصفقة عملياﹰ ؟

في ضوء التوصيف الذي تقدم ذكره فاننا امام لحظة تاريخية مهمة ، علينا ان نهتبلها لتحويل التحدي الذي تمثله الصفقة الى فرصة لاعادة بناء المشهد الوطني الفلسطيني ، والعمل على تعديل صورة المشهد الفلسطيني من صورة "الانقسام" الى صورة الوحدة ، واعادة منهجية الصراع الى جذورها الاسياسية .

وهذا مايقتضي ما يلي :

1. المبادرة الى تقديم مبادرة وطنية مستفيدين من الاجواء السياسية الجديدة ، التي وفرتها الصفقة . ولا بد ان تكون مبادرة ابداعية تعيد رسم المشهد الوطني الفلسطيني.

2. النزوع نحو التهدئة في الخطاب السياسي والاعلامي تجاه الآخر الفلسطيني بجميع مكوناته ، والابتعاد عن لغة الاتهام والتخوين والتجريح ، لاضفاء أجواء جديدة في الساحة الفلسطينية .

3. تفعيل جماهير الامة العربية والاسلامية ، واعادة بث الروح فيها وشرح مضامين الصفقة وخطورتها .

4. العمل على اعادة احياء القضية الفلسطينية بخطواتها الاساسية (القدس/اللاجئين/حق العودة) .

الاخوة الكرام :

لقد شرفنا الله سبحانه وتعالى بالانتماء الى الحركة الاسلامية ، التي قدمت خيرة قياداتها وأبنائها فداء لهذه القضية المقدسة ، وتميزت عن غيرها من الفصائل انها جمعت بين الاسلام وفلسطين ، وحافظت على ثوابت القضية ولاتزال أيدي مجاهديها على الزناد .

وعليه ، فان المطلوب منا التكاتف والتلاحم وتغليب الاولويات والاساسيات على الثانويات وعلى جميع الاخوة استشعار المسؤولية سواء بالمشاركة في الانشطة والفعاليات او دعوة الآخرين للحشد ، وشرح مضامين الصفقة وتبيان خطورتها والاستعداد لكل ما يطلب من كل المناطق والساحات. والله أكبر ، والنصر للمجاهدين