العدد 1370 / 17-7-2019

أعلنت المعارضة السورية المسلحة السيطرة على بلدة الحماميات الإستراتيجية بريف حماة الشمالي عقب هجوم واسع شنته الفصائل المقاتلة مساء الأربعاء، في حين أخفقت قوات النظام السوري والفيلق الموالي لروسيا في منع تقدم المعارضة.

وقالت الجبهة الوطنية للتحرير -وهي أحد مكونات غرفة عمليات الفتح المبين- إن أكثر من خمسين جنديا من قوات النخبة لدى جيش النظام قتلوا على يد مقاتلي المعارضة خلال الاشتباكات الدائرة في محور الحماميات، التي استمرت حتى فجر الخميس.

وذكرت وكالة "إباء" التابعة لهيئة تحرير الشام أن مقاتلي عملية "الفتح المبين" دمروا آليات عسكرية لقوات النظام السوري واستولوا على دبابة وعربة مدرعة وأسلحة فردية وذخائر متنوعة بعد انسحاب جيش النظام باتجاه بلدة كرناز.

وأشارت الوكالة إلى أن فصائل المعارضة المسلحة تصدت لمحاولات استعادة قوات النظام والفيلق الخامس المدعوم من روسيا السيطرة على بلدة الحماميات رغم القصف الجوي والصاروخي العنيف الذي سبق الهجوم.

انهيار عسكري

من جانبه، قال الناطق باسم الجبهة الوطنية للتحرير النقيب ناجي مصطفى في تصريح خاص للجزيرة نت المعارضة المسلحة باتت ترصد خطوط إمداد قوات النظام في بلدتي كرناز وكفرنبودة بعد السيطرة على بلدة الحماميات الإستراتيجية.

وأضاف مصطفى أن المعارضة المسلحة استغلت الانهيار في صفوف قوات النظام وأحرزت تقدما جديدا صباح الخميس في المنطقة الواقعة بين بلدتي الحماميات وكرناز، تمثلت بالسيطرة على نقاط الكازية وعبيد الحمام والأفران والبراد والطوابق.

وكشف النقيب ناجي مصطفى عن اتباع فصائل المعارضة مؤخرا تكتيكا عسكريا مختلفا -دفاعا وهجوما- خلال المعارك في ريفي حماة وإدلب، لتفادي الكثافة النيرانية الهائلة التي تستخدمها روسيا، مشيرا إلى أن النظام خسر أقوى خطوط الدفاع عن قواعده العسكرية بريف حماة بعد انسحابه من تلة الحماميات.

ورجح مصطفى أن تتوالى الانهيارات في صفوف قوات النظام إلى جانب الفيلق الخامس الذي تشرف عليه روسيا بشكل مباشر نتيجة ارتفاع أعداد القتلى والجرحى والخسائر الكبيرة في العتاد العسكري.

أما الباحث في مركز جسور للدراسات عبد الوهاب عاصي فاعتبر أن سيطرة فصائل المعارضة السورية على تلة الحماميات وعدد من القرى والحواجز في محيطها يعتبر نجاحا نوعيا في المعارك الجارية بريف حماة الشمالي.

وقال عاصي إن تأمين تلة الحماميات وتثبيت النقاط فيها يعنيان تعريض منطقة المطار المؤلفة من 31 قرية في شمال غرب حماة لخطر سيطرة المعارضة عليها، وهذا يعني تقويض نفوذ النظام السوري في المنطقة، وتعريض نقاط المراقبة الروسية والإيرانية المنتشرة للخطر المباشر.

ووفق عاصي، فقد أتاح الدعم التركي الكبير للمعارضة المسلحة استخدام الأسلحة المضادة للدروع بكثافة، والاعتماد على القوات الخاصة في شن الغارات والهجمات بدلا من الكثافة العددية للمقاتلين.

ورجح أن يكون سبب إخفاق روسيا في معارك إدلب تقديرها الخاطئ لقدرات الفصائل وتحصيناتها الدفاعية القوية، والضعف الشديد الذي آلت إليه القوات البرية للنظام السوري من حيث قدرات المقاتلين ودوافعهم وأعدادهم.

ولفت عاصي إلى أن المعارك ستنعكس على ملف وقف إطلاق النار الذي يعتبر أحد ملفات اتفاق خفض التصعيد بين الدول الضامنة لمسار أستانا (روسيا وتركيا وإيران)، وأن أي خسارة إستراتيجية للنظام السوري ستدفع روسيا -على الأرجح- إلى التعجيل بعقد جولة جديد من المباحثات لاحتواء التصعيد بما لا يؤدي إلى تقويض نفوذ النظام.

ووسط المعارك والغارات التي أوقعت عشرات القتلى والجرحى بريفي إدلب وحماة في الأيام القليلة الماضية، قالت مصادر طبية إن المشافي الميدانية المتبقية في ريف إدلب الجنوبي مهددة بالخروج من الخدمة جراء القصف الجوي.