يواصل الشبان الفلسطينيون في الضفة الغربية المحتلة، انتفاضتهم الداعمة لإضراب الأسرى في سجون الاحتلال، وخرجوا يوم جمعة، إلى نقاط التماس لمواجهة جنود الاحتلال، ما أدى إلى استشهاد شاب ووقوع عدد من الإصابات بالرصاص وحالات الاختناق.
وشهدت قرية النبي صالح، غربي مدينة رام الله، المواجهات الأعنف مع جنود الاحتلال، ما أدى إلى استشهاد الشاب سبأ عبيد (22 عاماً) وإصابة ثلاثة آخرين بالرصاص الحي، خلال قمع الاحتلال للمسيرة الغاضبة التي خرجت نصرة للأسرى في اليوم السادس والعشرين من إضرابهم المفتوح عن الطعام.
وقال الناشط الإعلامي، بلال التميمي، إن جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص الحي بشكل كثيف باتجاه المتظاهرين، فور وصولهم مدخل القرية المغلق بالبوابة الحديدية منذ ساعات الصباح، موقعين عدداً من الإصابات بالرصاص والاختناق. وشيّع الآلاف من الفلسطينيين في وقت لاحق، جثمان الشهيد سبأ عبيد، إلى مثواه الأخير في مدينة سلفيت، شمال الضفة. وانطلق موكب التشييع من أمام مستشفى ياسر عرفات بمدينة سلفيت، وذلك بعد مراسم عسكرية، حيث حمل الشهيدَ عددٌ من عساكر الأجهزة الأمنية الفلسطينية، ثم ساروا به باتجاه مسجد سلفيت الكبير، حيث أدى المشيعون صلاة الجنازة.
وشارك في التشييع عدد من ممثلي الفصائل والمؤسسات الرسمية، بالإضافة إلى أهالي المدينة وقراها وبلداتها، ورفعوا الأعلام الفلسطينية، ورددوا هتافات طالبت بالرد على جريمة الاحتلال في قتل الشهيد عبيد، وتكثيف المظاهرات باتجاه نقاط التماس، والاشتباك مع الاحتلال رداً على استشهاده، ونصرة للأسرى المضربين عن الطعام.
وقبل ذلك، شهد مدخل بلدة قرية بيتا، جنوبي مدينة نابلس، مواجهات عنيفة أعقبت انتهاء صلاة الجمعة التضامنية مع الأسرى، أصيب خلالها 16 شاباً بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، بينما قدمت طواقم الإسعاف التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني العلاج لأكثر من ثلاثين إصابة بحالات الاختناق الشديد، جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع. كذلك، أصيب شابان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، إضافة إلى إصابة نائب محافظ مدينة نابلس برصاص معدني في الفم أدى إلى تحطم أسنانه، وآخر بالرصاص الحي في وجهه،  خلال المواجهات العنيفة التي اندلعت عند حاجز بلدة بيت فوريك جنوبي نابلس.
وتعمّد جنود الاحتلال استهداف طواقم الإسعاف عند الحاجز بالرصاص المعدني، ما أدى إلى تضرر ثلاث مركبات إسعاف. وفي غضون ذلك شهدت عدة نقاط تماس في الضفة الغربية المحتلة، مواجهات غاضبة نصرة للأسرى المضربين، منها بلدتا بيت أمر ودورا، شمال وغرب الخليل، والمدخل الشمالي لمدينة بيت لحم، وحاجز قلنديا، شمالي القدس المحتلة، وقريتا نعلين وبلعين، وفي محيط سجن عوفر غربي رام الله، وقرية كفر قدوم شرقي مدينة قلقيلية، وعراق بورين جنوبي نابلس، أطلق في خلالها جنود الاحتلال قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع, ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات بحالات الاختناق.}