العدد 1496 /19-1-2022

أكدت عائلة الأسير الفلسطيني المريض بالسرطان ناصر أبو حميد (49 عامًا)، وهو من مخيم الأمعري جنوب مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، مساء يوم الأحد، أنه استفاق من غيبوبته التي استمرت أسبوعين، لكنها أكدت أن وضعه الصحي لا يزال خطرًا. كما قامت سلطات الاحتلال بنقل الأسير ابو هواش من المستشفى إلى سجن الرملة رغم إصابته بكورونا.

وقال ناجي أبو حميد، شقيق ناصر، إن "مدير قسم العناية المكثفة في مستشفى (برزلاي) الإسرائيلي اتصل بي شخصيًا وأبلغني بأن شقيقي ناصر استفاق من الغيبوبة، التي كان فيها بعدما تدهورت حالته الصحية قبل نحو أسبوعين، وفتح عينيه ويعي ما يدور حوله، وهو لا يزال على أجهزة التنفس الاصطناعي، ثم أعيد تنويمه مرة أخرى بشكل كامل، من دون أية حركة قد تؤثر على وضعه الصحي، لأن رئتيه تعانيان من التهاب جرثومي حاد".

وشدد ناجي أبو حميد على أنه رغم استفاقة ناصر من الغيبوبة، فإنه لا يزال بوضع صحي خطر جدًا، وقال "صحيح أن هناك تحسناً طفيفاً في الحالة الصحية لشقيقي ناصر، وذلك مؤشر إيجابي، لكن حالته لا تزال خطرة، لأن مشكلته الصحية ما زالت موجودة، وهي معاناته من السرطان، وبحاجة إلى 12 جلسة علاج كيماوي لم يأخذ منها سوى جلستين، وهو ما تسبب بتدهور حالته الصحية ودخوله في غيبوبة".

ولفت ناجي أبو حميد إلى أن هناك ضغوطًا دولية، بينها جهود يقوم بها الصليب الأحمر الدولي، للسماح للعائلة بزيارة ناصر في المستشفى.

في هذه الأثناء، قال ناجي أبو حميد "يجب الضغط على الاحتلال للإفراج عن شقيقي ناصر وعلاجه في الخارج، فهو بحاجة لمتابعة علاجية، وبيئة السجن سوف تتسبب بتدهور حالته الصحية، وإعادته إلى السجن مجددًا تعني قرارا بإعدامه".

من جانبه، دعا رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين قدري أبو بكر، في بيان صحافي للهيئة مساء اليوم الأحد، المجتمع الدولي، وتحديداً منظمة الصحة العالمية، إلى ضرورة تشكيل لجنة طبية دولية فلسطينية، لمتابعة الحالة الصحية للأسير ناصر أبو حميد، مستنكرًا التجاهل الدولي المقيت لحالة الأسير أبو حميد.

وأكد أبو بكر أن تجاهل طلب هيئة الأسرى تشكيل لجنة طبية دولية فلسطينية يتماشى مع عدم تجاوب محكمة الاحتلال العسكرية، وما يسمى لجنة الإفراج المبكر، بعدم الموافقة على طلب الهيئة الإفراج الفوري عن ناصر لأسباب صحية.

وأكد أبو بكر أن حجم الاستهتار بحالة ناصر من قبل سلطات الاحتلال يعبر عن مدى الاستخفاف بالمجتمع الدولي ومؤسساته، وأن تحديد يوم التاسع من فبراير/ شباط القادم للنظر في التماس الهيئة الإفراج عن ناصر بمثابة دليل قاطع على تصميم الاحتلال على الاستمرار بهذه الجريمة الحاقدة.

وبين أبو بكر أن التحسن الطفيف الذي طرأ على حالة ناصر وخروجه من حالة الغيبوبة مع الإبقاء على تنويمه مغناطيسياً، بسبب الالتهابات الخطيرة التي يعاني منها، كما نقل على لسان شقيقه ناجي، يتطلبان الضغط بكل الوسائل والطرق لوصول اللجنة الطبية إلى مستشفى "برزلاي" الإسرائيلي، ومعاينة حالة ناصر بكل تفاصيلها.

إلى ذلك، أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، في بيان صحافي، بأن سجني عسقلان ونفحة الإسرائيليين سيشهدان، غدًا الاثنين، إضرابًا لدعم وإسناد الأسير ناصر أبو حميد، والمطالبة بالسماح لأشقائه بزيارته، كما شرع شقيقه نصر في إضراب مفتوح عن الطعام منذ صباح اليوم الأحد، للمطالبة بإلإفراج عن ناصر وإنقاذ حياته، وللسماح له ولأشقائه بزيارته في مستشفى "برزلاي".

وأوضح نادي الأسير الفلسطيني، في بيان صحافي، أن قرار سلطات الاحتلال جاء وفقاً للاتفاق الذي تم بعد معركة الإضراب التي خاضها، واستمرت مدة 141 يوماً، رفضاً لاعتقاله الإداري.

وقال نادي الأسير: "إنه رغم إصابة أبو هواش بفيروس كورونا وحاجته لمتابعة صحية، فإن إدارة سجون الاحتلال قررت نقله من مستشفى (أساف هروفيه) إلى سجن الرملة".

وأصيب الأسير أبو هواش، وهو من بلدة دورا جنوب الخليل جنوبي الضفة الغربية، بفيروس كورونا قبل 3 أيام، بعدما علق إضرابه عن الطعام رفضًا لاعتقاله الإداري الذي استمر 141 يومًا، حيث علق الإضراب في الرابع من الشهر الجاري.

ووفق بيان لنادي الأسير الفلسطيني، فإن إدارة مستشفى "أساف هروفيه" الإسرائيلي أبلغت زوجة أبو هواش أنه مصاب بفيروس كورونا، حيث طلبت من زوجته المغادرة بعد التأكد من الإصابة، وجرى نفله إلى القسم المخصص للمصابين بكورونا.

وحمّل نادي الأسير، حينها، الاحتلال الإسرائيلي كامل المسؤولية عن حياته، خاصة أنه ما يزال رهن العلاج في المستشفى، وهو بحاجة إلى رعاية وإجراءات وقائية خاصة.

يذكر أنّ أبو هواش خاض إضرابًا عن الطعام استمر 141 يومًا ضد اعتقاله الإداريّ، وانتهى في تاريخ الرابع من يناير/ كانون الثاني الجاريّ بعد اتفاق يقضي بالإفراج عنه في 26 فبراير/ شباط القادم.

من جانبها، اتهمت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية،في بيان صحافي، عند إصابة أيو هواش بكورونا، إدارة مستشفى "أساف هاروفيه" بالتقصير في تقديم العناية المخصصة للأسير أبو هواش، الذي جرى نقله إلى هناك بعد فك إضرابه قبل نحو 12 يوماً .

وأشارت الهيئة إلى أن ذلك جاء بعد وضع هشام أبو هواش في غرفة مع عدد من المرضى، وبدون عزله في غرفة لوحده، رغم ضعف جسده وحالته الصحية الصعبة، ورغم معاناته من جرثومة في الدم نقلت إليه أثناء وجوده في ما يسمى "المراش العسكري".

وطالبت هيئة الأسرى بتدخل سريع من قبل المنظمات الدولية من أجل تقديم العلاج اللازم للأسير أبو هواش، خصوصاً أن وضعه الصحي ما زال حرجاً، وحمّلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير أبو هواش وكافة الأسرى داخل سجونها.

محمود السعدي