العدد 1329 / 20-9-2018

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن حدود مدينة إدلب لن يطرأ عليها أي تغيير بعد الاتفاق الذي توصلت إليه بلاده وروسيا ، بينما رحبت كافة الأطراف المعنية بالملف السوري بالاتفاق الذي يجنب إدلب"كارثة إنسانية".

وأوضح أوغلو -في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره الأردني في أنقرة بعد ظهر الثلاثاء- أن المدنيين وأفراد المعارضة السورية سيبقون في مناطقهم بإدلب، ولكن لن يكون هناك وجود لمن وصفهم بأعضاء التنظيمات الإرهابية المتطرفة، مشيرا إلى أن تركيا سترسل تعزيزات لإدلب بعد الاتفاق، وأنها ستقوم بدوريات مشتركة مع روسيا فيها.

وقال إن الطريقين السريعين اللذين يربطان الشرق بالغرب والشمال بالجنوب عبر منطقة إدلب ويربطان مدينة حلب الواقعة تحت سيطرة دمشق بساحل البحر المتوسط , سيكونان مفتوحين أمام حركة المرور بنهاية العام.

من جانبه قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تغريدة إن الدبلوماسية الفاعلة والمكثفة حالت دون وقوع حرب في إدلب، مع تعهد بمكافحة الإرهاب.

وأشار ظريف إلى أن التحركات الأخيرة التي شملت زياراته لأنقرة ودمشق والقمة الثلاثية بطهران والقمة الروسية التركية الأخيرة بسوتشي تُـحقق نجاحا في تفادي الحرب بإدلب.

أما المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستفان دي ميستورا فأعرب عن شكره للرئيسين التركي والروسي على خلفية هذا الاتفاق، ودعا إلى وقف جميع العمليات العسكرية خاصة بعد إسقاط الطائرة الروسية.

مواقف أخرى

في هذا السياق، قال مسؤول في وزارة الخارجية السورية إن الاتفاق الروسي التركي بشأن إدلب "مؤطّـر زمنياﹰ بتوقيتات محددة"، وهو جزء من اتفاقيات سابقة بشأن مـنطقة خفض التصعيد، ويعتمد على وحدة وسيادة الأراضي السورية وضرورة تحريرها ممن وصفهم بالإرهابيين.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر أن دمشق ترحب "بأي مبادرة تحقن دماء السوريين"، وتؤكد أنها "ماضية في حربها ضد الإرهاب حتى تحرير آخر شبر من الأراضي السورية سواء بالعمليات العسكرية أو بالمصالحات المحلية".

وفي هذا الإطار قال يحيى العريضي، المتحدث باسم لجنة المفاوضات في المعارضة السورية، إن الاتفاق جعل هجوم النظام على إدلب أمرا مستبعدا، وأُنقذت به أرواح ملايين السوريين، كما دعا إلى جعله مؤشرا على ضرورة فتح مسار السلام.

ورحبت قطر بالاتفاق التركي الروسي، وقالت وزارة الخارجية القطرية إن هذا الاتفاق المهم يسهم في حقن دماء الأبرياء و"يجنب المنطقة كارثة إنسانية كبيرة".

كما رحب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس بالاتفاق، ودعا في تغريدة على تويتر إلى وجوب تطبيقه فورا، وفق تعبيره.

تفاصيل القرار

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين أعلنا الاثنين عن توصلهما لاتفاق يقضي بإقامة "منطقة منزوعة السلاح" في إدلب تحت سيطرة روسية تركية، مما قد يتيح تجنب هجوم النظام على هذه المحافظة التي تعد آخر معقل للفصائل المعارضة للنظام في دمشق.

وينص الاتفاق الذي توصل إليه اجتماع استغرق أربع ساعات في سوتشي على "انسحاب كل المقاتلين المتطرفين" من إدلب، وعلى "سحب السلاح الثقيل من المنطقة"، حسب بوتين.

ويقضي الاتفاق بإقامة "منطقة منزوعة السلاح" بعمق 15 إلى 20 كلم في إدلب على الخط الفاصل بين قوات النظام والمعارضة، بحلول 15 تشرين الأول المقبل.

ومن المقرر أن تستأنف حركة السير على طريقي حلب-اللاذقية، وحلب-حماة قبل نهاية العام الجاري.