العدد 1386 / 13-11-2019

توافد الآلاف من الجماهير العربية والاسلامية، منذ ساعات صباح يوم سبت، من مختلف أنحاء فلسطين إلى المسجد الأقصى والبلدة القديمة في القدس لإحياء ذكرى المولد النبويّ الشريف.

وقد اقيمت مسيرات كشفية في عدة احياء من مدينة القدس وتضمنها اناشيد دينية وعروض ايمانية، وقد لاقت تجاوباً واسعاً، ومشاركة من قبل المقدسيين من المسلمين والمسيحيين.

وتجلّت روح المحبة والأخوة بين أبناء الشعب الواحد بأبهي صورها في مدينة القدس اليوم عندما قام شبّان مسيحيون بمشاركة اخوانهم المسلمين هذه الذكرى العطرة وتوزيع الحلوى عليهم.

من جانب اخر قال مقدسيون "نريد ان نرى اعداد كبيرة بشكل يومي في المسجد الأقصى من اجل الرد على اقتحامات المستوطنين بحماية الشرطة

و بحضور مدير عام الأوقاف الإسلامية في القدس الشيخ عزام الخطيب ومفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين ومسؤولي الأوقاف وحشد من المصلين.

واستُهل الحفل بآيات من الذكر الحكيم رتلها القارئ فراس القزاز، ثم ألقى عريف الحفل الشيخ يوسف أبو سنينة، نائب المدير العام لشؤون المسجد الأقصى المبارك، كلمة رحب فيها بالحضور، وقدما درساً عن المولد النبوي الشريف.

وألقى مفتي القدس الشيخ حسين كلمة حيا فيها المصلين الذين شدوا الرحال إلى الأقصى للاحتفال بمولد سيد البشرية، مجدداً "العهد والقسم مع المسلمين في العالم ودائرة الأوقاف الإسلامية، مشدداً على أن الأقصى للمسلمين لا يشاركهم فيه أحد. وقال: سنبقى السدنة والحراس والأُمناء لأقدس مقدسات المسلمين في هذه الديار المباركة.

وأشار د. مصطفى أبو صوي، أُستاذ كرسي الشيخ أبي حامد الغزالي، إلى أهمية إحياء هذه المناسبة الدينية للاستفادة من سيرة الرسول الأعظم محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. وقال: إن مولد الرسول كان إيذاناً بمولد هذه الأُمة العظيمة، التي نتشرف بالانتماء إليها، كان إيذاناً بانتهاء الجاهلية، وبقدوم دولة الإسلام.

وألقى قاضي القدس الشرعي د. إياد العباسي كلمة أكد فيها أن القدس مدينة إسلامية، مشيراً إلى أن المقدسيين سيحافظون على مدينتهم لأنها أمانة الأنبياء والأولياء والصحابة والتابعين.

ودعا العباسي إلى وقف شلال الدماء في المجتمع الفلسطيني التي تُسفك دون وجه حق، وإلى وقف فوضى استخدام السلاح، وإلى استخدام الهواتف النقالة كوسيلة للتواصل الاجتماعي المفيد، وجعل العلاقات بين العائلات الفلسطينية علاقات تكافل وتعاضد ومحبة، لا علاقات اقتتال وبغضاء وعداوات.

بدوره، ألقى الشيخ أحمد الكرد، رئيس قسم التوجيه الإسلامي في مديرية الوعظ والإرشاد، كلمة أكد فيها أن ذكرى المولد ذكرى طيبة، وقال: إن النبي وُلد يتيماً وفقيراً، وإن الله جعله رحمةً للعالمين، داعياً الأُمة الإسلامية إلى التمسك بالكتاب والسنة والسير على نهج النبي عليه السلام.

ثم ألقى الشيخ خالد رياض العيساوي كلمة مديرية المسجد الأقصى، دعا فيها إلى استخلاص العبر والدروس من ذكرى المولد النبوي الشريف، وإن أول هذه الدروس حال المسلمين في هذا الزمان، بحيث أصبح الإسلام تهمة، والمسلم في بلده كأنه في غربة، داعياً إلى السير في نهج الرسول عليه السلام.

وألقى القاضي أحمد حسين كلمة أشار فيها إلى أنه بوجود الرسول في هذه الحياة أصبح العرب مسلمين، مؤكداً أن الاحتفال بالمولد النبوي في هذا المسجد له رونق وطعم خاص، وهو المكان الذي شهد إسراء ومعراج الحبيب محمد عليه السلام إلى السماوات العلا.

وتخللت الحفل قصائد وأناشيد دينية، قدمتها فرقة الأقصى للأناشيد الدينية والمدائح النبوية، وستُتلى القصص النبوية الشريفة في قبة الصخرة المشرفة يوم الأحد بعد صلاة المغرب مباشرة.