دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى حل سياسي فوري لتسوية الأزمة في سوريا، مؤكداً أن الخوف من الإسلام صار مصطلحاً بديلاً للتفرقة العنصرية.
وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أكد أردوغان أن عملية درع الفرات عززت موقف المعارضة السورية المعتدلة في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، مشيراً إلى أن العملية تهدف إلى تأسيس السلام والأمن بالمنطقة.
وقال أردوغان إن 2.7 مليون سوري وثلاثمئة ألف عراقي يعيشون لاجئين في تركيا من دون تمييز، مشيراً إلى أن بلاده لم تتسلم أي مساعدات مالية لمواجهة أزمة اللاجئين المتفاقمة، مؤكداً: «سنبقي أبوابنا مفتوحة لكل من يهرب من القمع والاستبداد». ووجه أردوغان خطابه للأوروبيين قائلاً «إن الأسوار التي تبنونها على حدودكم ليست الطريقة الصحيحة لحل أزمة اللاجئين».
وفيما أشار أردوغان إلى نجاح تركيا في تقليل عدد اللاجئين غير النظاميين فيها، فإنه انتقد «عدم وفاء الاتحاد الأوروبي بوعده لتركيا في ما يخص أزمة اللاجئين».
وطالب بإصلاح مجلس الأمن لتحقيق تمثيل عادل لدول العالم فيه، مؤكداً أنه «لا يمكن خمس دول أن تتحكم في العالم بأسره وتقرر مصيره».
وانتقد أردوغان المجتمع الدولي في عدم مبالاته بالمدنيين المتضررين في مناطق النزاعات، مشيراً إلى أنه فشل في تطبيق القيم الإنسانية.
ودعا أردوغان زعماء العالم إلى اتخاذ إجراءات ضد «الشبكة الإرهابية» للمعارض التركي فتح الله غولن الذي يقيم في الولايات المتحدة، وقال إن معظم الدول الممثلة في الأمم المتحدة معرضة لخطر إرهابي كالذي تعرضت له تركيا.
وشدد على أن «المحاولة الانقلابية في تركيا كانت تستهدف الديمقراطية في العالم بأسره»، معلناً فخره بالشعب التركي الذي واجه المحاولة الانقلابية ودافع ببطولة عن الديمقراطية.
فرض «حظر الطيران» 
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: «يتعين علينا إبداء موقف حازم، والعمل سوية لإعلان المناطق التي قمنا بتأمينها منطقة حظر للطيران».
وأضاف أردوغان: «إن سكان منطقة جرابلس بدأوا بالعودة إلى بيوتهم بفضل عملية درع الفرات، وتحركنا فوراً لإعادة تشغيل شبكة الطاقة الكهربائية، والبنية التحتية في المنطقة، وتقوم إدارة الطوارئ والكوارث الطبيعية (آفاد)، والهلال الأحمر، ومنظمات المجتمع المدني التركي، بتوفير احتياجات سكان المنطقة هناك».
وأردف أردوغان: «نخطط لإنشاء مناطق سكنية مجهزة بكافة الاحتياجات الاجتماعية، في هذه المنطقة (المحررة من قبضة داعش بشمال سوريا) للسكان العائدين من اللاجئين السوريين».
ونفى أردوغان أن تكون هناك أية مطامع لبلاده في سوريا، قائلاً: «ليست لدينا مطامع في الأراضي السورية، والمسألة كلها متعلقة بسوريا والسوريين، وينبغي أن لا يكون لأحد مطامع هناك».
وأشار أردوغان إلى أن عملية درع الفرات التي بدأت لدعم المعارضة السورية، «لها أهمية بالغة من أجل استقرار المناطق التي تفتقد لذلك».
ولفت أردوغان إلى أن «مئات الآلاف من الأطفال والنساء والشباب والشيوخ الذين يئنون تحت وطأة الإرهاب والحروب في سوريا والعراق وفي الكثير من الدول يتعرضون للقتل».
وانتقد أردوغان تعامل الاتحاد الأوروبي مع أزمة اللاجئين، مضيفاً: «يواجه اللاجئون الفارون من الموت والظلم معاملة مهينة في المدن الأوروبية»، مؤكداً أن تركيا أنفقت 25 مليار دولار لصالح اللاجئين.
وقال: «لقد ظهر للعيان من خلال عملية درع الفرات أن منظمة «بي كا كا» و «ي ب د» الإرهابيين ليست أولويتهما محاربة تنظيم داعش، كما أعادت العملية الثقة بالنفس لعناصر المعارضة المعتدلة في سوريا، وهذا التطور شجع القوات المحلية في العراق التي تريد تحرير الموصل من إرهاب داعش».
وأضاف: «أقول للمجتمع الدولي وجميع أصدقائي الأوروبيين الذين ينظرون إلى اللاجئين السوريين كتهديد على حياتهم، إن البحث عن الاستقرار خلف الأسلاك الشائكة، والجدران العالية، هو محاولة غير مجدية».
وأوضح أنه إذا لم يجد المجتمع الدولي الحل بسرعة لمشاكل السكن والعمل والتعليم للاجئين السوريين، فإن الهجرة غير الشرعية، والمخاطر الأمنية والمشاكل الاجتماعية لا يمكن تفاديها.
وفي ما يتعلق بالهدنة في سوريا، قال أردوغان: «للأسف لم يطبّق وقف إطلاق النار الذي بذلنا جهوداً حثيثة من أجله، وبالأمس تعرضت قافلة للأمم المتحدة لقصف من قبل النظام السوري، ما أسفر عن قتلى وجرحى».