أقام مكتب الدعاة في الجماعة الإسلامية مؤتمره السنوي بعنوان: (علماء الجماعة واقع وآمال)، وذلك صباح الأحد 14/8/2016، بمركز الدعوة في صيدا، بحضور الأمين العام للجماعة الإسلامية في لبنان الأستاذ عزام الأيوبي، ونائب رئيس مجلس النواب التونسي الدكتور عبد الفتاح مورو، ورئيس هيئة علماء المسلمين في لبنان الشيخ أبو بكر الذهبي، والنائب الدكتور عماد الحوت والداعية المقدسي مروح نصار، بالإضافة إلى العلماء المشاركين في المؤتمر من مختلف المناطق اللبنانية.
افتتح المؤتمر بتلاوة من القرآن الكريم الشيخ هيثم الرفاعي، ثم كلمة ترحيبية للشيخ مصطفى الحريري المسؤول التنظيمي للجماعة في صيدا والجنوب، بَيّن فيها أهمّية هذه اللقاءات، مرحباً بالمشاركين.
كلمة المؤتمر ألقاها الشيخ أحمد العمري رئيس الدائرة الدعوية في الجماعة، أكد فيها دور العلماء في نهضة الأمة وقيادة المجتمع، ولا سيما أن الأمة اليوم تعاني من أزمات كبيرة في فلسطين والعراق واليمن وسوريا ولبنان، فالأمل هو بورثة الأنبياء، والأنبياء، لم يورّثوا درهماً ولا ديناراً وإنما ورثوا العلم.. وفق خريطة الطريق التي وضعها النّبيّ |، في كيفية حمل هذا العلم (يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلّ خَلْفٍ عُدُولُهُ , يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الْغَالينَ وَانْتِحَالَ المُبْطِلينَ وَتَأْويلَ الْجَاهِلينَ).
بعد ذلك كانت الجلسة الأولى في المؤتمر، حيث قدم الأستاذ عزام الأيوبي ورقة بعنوان: (العلماء ونهضة الجماعة)، بيّن فيها رسالة الجماعة ومهمتها الأساسية بتحريك الأمة وقيادتها لتنهض، فالمطلوب من علماء الجماعة أمران، حسب الأستاذ الأيوبي، الأول استعادة مقومات التّربية الإيمانية التي تجعل كل فرد في الجماعة خادماً لمجتمعه ونموذجاً يتطلع إليه المجتمع، والأمر الثاني: الخروج من أسوار التنظيم إلى رحابة المجتمع، فتنفتح على المجتمع بكل تلاوينه الإسلامية والوطنية، لتكون الأولوية للمشروع وليس للتنظيم.
وبعد المناقشات من قبل العلماء المشاركين، كانت الجلسة الثانية مع النائب الدكتور عماد الحوت بعنوان: (علماء الجماعة وقضايا الوطن) حيث حدد عناصر الواقع المعاصر الذي يمتاز بضبابية الرؤية لدى الكثير من العاملين بالحقل العام، مع تربص أعدائنا في الخارج والداخل، في ظل غياب للقيادات وانعدام الوازع الديني، لذا فإن الواجب الأساسي للعلماء هو التبصير بمعايير وقيم الدولة في الإسلام، ولا سيما العدالة والحرية لجميع من فيها على خلاف اديانهم وأحزابهم، وحقوق وواجبات جميع المواطنين..
ثم كانت مداخلة لرئيس هيئة العلماء المسلمين في لبنان الشيخ أبو بكر الذهبي، الذي أبدى سروره بالمؤتمر وبالرّوحية النقدية السائدة، وركز في كلمته على أهمية خشية الله تعالى والاعتصام بحبل الله بين جميع العلماء، وخطورة الحزبية والانغلاق الحزبي.
بعد جلسة الاستراحة كانت الجلسة الثالثة، حيث ألقى مسؤول العلاقات الدّولية بحركة حماس الأستاذ أسامة حمدان كلمة بعنوان: (علماء الجماعة وقضايا الأمة)، استعرض فيها دور علماء الجماعة في دعم القضايا والأزمات التي مرّ بها العالم الإسلامي، وصولاً إلى مواكبة ثورات الربيع العربي، وخلص إلى وجوب دعم الأمة في مواجهة الاحتلال، ودعم حقوق الشعوب السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومواجهة الغلو والتطرف.
ثم كانت كلمة الشيخ مروح نصار، بيّن فيها التحديات التي تواجه الأقصى والمقدسيين، وقد أوضح مسؤولية العلماء في الدفاع عن الأقصى، وأن المقدسيين أحيوا مصاطب العلم حيث يتابع ثلاثة آلاف طالب وطالبة حلقات العلم في المسجد الأقصى، مبيناً أن هؤلاء الطلبة هم الذين يدافعون عنه الآن.
الجلسة الأخيرة كانت بكلمة للدكتور عبد الفتاح مورو، الشيخ عبد الفتاح مورو الذي أوضح أن رسالة الإسلام جاءت لتحرير الفرد من قيود التبعية ، كما جاءت لتحرير المجتمع من الاستلاب، وأوضح أن واقعنا متخلف عن تاريخنا ولا سيما عن القرون الخمسة الأولى، وواقعنا متخلف أيضاً عن التقدم الذي تشهده الشعوب والأمم الأخرى، والمسؤولية تقع على عاتق العلماء، وأن النهضة تتجلى في صناعات ثلاث: صناعة الفرد الملتزم الذي يعيش الإسلام في زمانه ومكانه.. صناعة رأي عام، لا تكون عبر خطب الجمعة وحدها، إنما من خلال تبني قضايا الناس على غرار حلف الفضول.. صناعة العقول والنخب، فالحاكم الحقيقي ليس السياسي الذي يذهب ويبقى، فالحاكم الفعلي هو النخب الذين يملكون سلطة المال والإعلام والجامعات.
في ختام المؤتمر جرى تقديم دروع لكل من الشيخ عبد الفتاح مورو، نائب رئيس حركة النهضة، والدكتور أبو بكر الذهبي رئيس هيئة علماء المسلمين في لبنان.. إضافة إلى ذلك تم تقديم دروع وهدايا تذكارية تكريماً للسادة العلماء الذين حصلوا على شهادة الدكتوراه.