العدد 1424 / 12-8-2020

عقد في مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي في بيروت لقاء حواري بمشاركة عدد من القيادات والشخصيات الاسلامية الفكرية والسياسية لمناقشة كتاب الدكتور طلال عتريسي بعنوان: «بين صحوتين: الإسلام السياسي في شرق أوسط متحول» الذي يتحدث عن تجربة الحركات الإسلامية بعد الربيع العربي ودور إيران وتركيا وقوى المقاومة والتحديات التي تواجهها.

وبعد تقديم من الصحافي قاسم قصير عن الكتاب وأهميته في تقييم التجربة الإسلامية والبحث عن آفاق المستقبل تحدث الباحث الدكتور وائل نجم فعرض لبعض الملاحظات المنهجية حول الكتاب وخصوصا على صعيد مقاربة تجربة جماعة الإخوان المسلمين وعدم إعطاء هذه التجربة حقها لتقديم رؤيتها الخاصة ودافع عن هذه التجربة داعيا لوضع أسس جديدة لتقييم التجارب الإسلامية. وخلص إلى القول بضرورة البحث عن مشروع إسلامي مشترك وإيجاد قواسم مشتركة للعمل بين الحركات الإسلامية والتركيز على حقوق الإنسان والعدالة والحريات.

وبعده تحدث الباحث عمر المصري عن الكتاب وأهميته من حيث المعلومات؛ وكانت ملاحظته الأساس على الكتاب أنّه قدّم صورة سلبية عن تجربة الإخوان المسلمين ودافع عن التجارب الأخرى. وأما الصحافي بسام غنّوم فقدم مجموعة ملاحظات نقدية عن الكتاب داعيا لنقد التجربة الإسلامية في جميع البلدان التي كان للإسلاميّين فيها حراك سواء في سوريا أو والعراق، ودعا إلى تقويم دور حزب الله في سوريا والمنطقة.

من جهته المستشار الثقافي الإيراني في لبنان الدكتور عباس خاميار أكد موضوعية الكاتب والكتاب وتحدث عن تجربة الإخوان المسلمين وأسباب الفشل ومشيرا للجهود التي بذلها المسؤولون في إيران للتعاون مع الإخوان.

وأما الباحث الدكتور توفيق سليم فدعا إلى تقييم التجربة الاسلاميه الشيعية في علاقتها مع سائر الإسلاميّين وطرح بعض الأسئلة حول ما جرى في سوريا ودور روسيا في إفشال التجربة الإسلامية. واما الباحث الأستاذ جهاد سعد فدعا لتقديم مقاربة جديدة وشاملة للتجربة الإسلامية وعرض لمشاكل الحركات الإسلامية وتحولها لأحزاب سياسية. ومن جهته الأستاذ جهاد عبد الله طلب عقد جلسات حوارية وورش عمل مكثفة لتقييم التجارب الإسلامية وأسباب فشلها وكيفية التعاون مستقبلا. واعتبر الباحث حسان قطب أننا أمام تجربتين إسلاميين وعلينا إعادة قراءة هذه التجارب من جديد. وتحدث الأستاذ إبراهيم سكيكي عن ضرورة توضيح الحركات الإسلامية رؤيتها في مقام العمل، وجعل مواجهة السلطان الجائر أولى أولويّاتها. وأما مسؤول العلاقات الدولية في حركة حماس أسامة حمدان فانتقد الفصل بين التجارب الإسلامية الواحدة معتبرا أن هناك حربا شاملة على المشروع الإسلامي وضرورة التعاون بين الحركات الإسلامية.

وفي الختام قدم الدكتور طلال عتريسي رؤيته للكتاب وأنه محاولة لتقييم التجارب الإسلامية بعد الربيع العربي وأنه اعتمد على الموضوعية والمنهجية العلمية وأنه حاول استشراف كل الاراء التي أمكن الوصول إليها، علمًا أنّ جزءًا من مادة الكتاب هي مقابلات واستصراحات. واعتبر أنّ النقد والنقاش لم يتناول أطروحة الكتاب الأساسية حول استراتيجية الإخوان المسلمين وهي التطمين من أجل التمكين وان مشروع الإخوان لم يندرج في إطار مواجهة الهيمنة الغربية وأنّ الهدف إعادة تقييم كل التجارب الإسلامية وأسباب الفشل أو النجاح والحاجة للحوار والنقاش من أجل بحث آفاق المستقبل. واختتم النقاش بالإشارة إلى أنّه لا الناشر ولا المؤلف يهدفان إلى تسقيط تجربة الإخوان المسلمين والانضمام إلى الكثيرين ممن أسهموا في أفشال التجربة الإخوانية في مصر، وبالدعوة إلى التعامل مع الكتاب على أنّه نقدٌ ذاتيٌّ ينطلق من الحرص على التجربة لا من موقع التحامل عليها، أو معاداتها.