العدد 1413 / 13-5-2020

اعتبر رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان الدكتور عماد الحوت في حديث لـ"إذاعة الفجر"، أنّ مفاوضات الحكومة مع صندوق النقد الدولي ومناقشة الخطة الإصلاحية لن تكون سهلة وإنّما سيكون لها مسار طويل، مشيراً إلى أنّ الآمال التي بنيت على نتائج هذه المفاوضات أكثر من المتوقع فيما يتعلق بحجم التمويل الذي يمكن أن يقدمه الصندوق.

وقال الحوت "إنّ نقطة الخلاف الأساسية بين رؤية الجماعة الإقتصادية وخطة الحكومة الإصلاحية أنّ الأخيرة اعتمدت بشكل كلي على مساعدة خارجية بقيمة عشر مليارات دولار وهذا ما يعيد البلد إلى النمط القديم من التعامل الإقتصادي الذي أوصلنا إلى ما وصنا اليه اليوم"، موضحاً أنّ الإصلاح الإقتصادي الذي يساعد على الخروج من الأزمة من وجهة نظر الجماعة ينبغي أن يعمل على تأمين مداخيل داخلية من خلال إقتصاد إنتاجي يعتمد على صناعة وزراعة تتطور تدريجياً خلال خمس سنوات حتى تخف حاجة لبنان للإستيراد والعملة الصعبة والدولار، مشيراً إلى أنّ هذا ما يساهم في تخفيض نسبة العجز من ناحية والإحتياج إلى العملة الأجنبية من ناحية أخرى.

ورأى الحوت أنّه لا يمكن فصل الإقتصاد عن السياسة، مضيفاً أنّه رغم شدة الأزمة ما زال المواطن اللبناني يتعامل مع اقطاعيات تتنافس فيما بينها إمّا لحماية نفسها نتيجة ضغط الناس والشارع، وإمّا للحصول على ما تبقى من مكتسبات في الدولة، مؤكّداً أنّ الحاجة اليوم ملّحة إلى إصلاح حقيقي على المستويين الإقتصادي والسياسي ومكافحة الفساد حتى نستطيع أن نتجاوز هذه الأزمة .

على الصعيد الصحي، اعتبر الحوت أنّ الفترة الأولى من التعامل مع كورونا كانت ناجحة لناحية إجراءات الدولة والتزام المواطنين، إلاّ أنّ الإطمئان الزائد للمواطنين من ناحية والتهاون والتساهل بعملية التعامل مع الوافدين من الخارج جميعها أدت إلى تزايد الأرقام من جديد، مؤكّداً أنّنا اليوم أمام تحدي استعادة الفرصة لاحتواء انتشار فيروس "كورونا" من خلال مزيد من الوعي والتشدد بالإجراءات.