العدد 1394 / 8-1-2020

اعتبر رئيس المكتب السياسي للجماعة الاسلامية في لبنان الدكتور عماد الحوت في حديث لـ"إذاعة الفجر"، أنّ استباحة الادارة الأمريكية للمنطقة لتأمين مصالحها الإقتصادية وضمان أمن الكيان الصهويني من خلال صفقة القرن، انعكست أداءاً ميدانياً وأدت إلى اغتيال اللواء قاسم سليماني، مشيراً إلى أنّ إيران بالطبع مأزومة بعد اغتيال أحد كوادرها الرئيسية وهو ما ينذر بتصاعد الخلاف الإقليمي الدولي في المنطقة.

ورأى الحوت أنّ المصلحة اللبنانية في هذه المرحلة تقتضي تحييد لبنان عن الصراع الإقليمي الدولي خاصةً في هذه الفترة التي يمر فيها البلد بأزمة اقتصادية حادة وعدم استقرار سياسي خاصةً أن عملية الإغتيال حصلت خارج لبنان، مشدداً على أنّ القوى السياسية معنيةٌ بأن تحيّد لبنان عن هذا الصراع.

على الصعيد الحكومي، رأى الحوت أنّ حزب الله ما زال معنياً بتشكيل الحكومة حتى بعد الضربة الأمريكية، موضحاً أن شكل الحكومة اليوم هو الذي على المحك، وأن التحدي بات أمام الرئيس المكلف حسان دياب أن يبقى على تعهده بتشكيل حكومة تكنوقراط وليس سياسية.

وأوضح الحوت أنّ المشكلة الأسياسية بتشكيل الحكومة حالياً، أنّها في ظاهرها كفاءات وتكنوقراط ولكن , باطنها يتضمن محاصصة بين القوى السياسية، في إشارة إلى خلافات القوى السياسية على الحصص داخل الحكومة، مؤكّداً أن هذا لا يوحي بالثقة من قبل الناس والمجتمع الدولي بالحكومة الجديدة. وأشار الحوت إلى أنّ لبنان بحاجة إلى حكومة كفاءات بعيداً عن أية محاصصة أو مصالح شخصية.

وعن موقف الجماعة الاسلامية، قال الحوت إنّ الجماعة منذ اليوم الأول للإنتفاضة وضعت معايير للحكومة الجديدة عبر المبادرة التي أطلقتها، بأن تكون الحكومة مصغّرة ومؤلّفة من كفاءات دون محاصصة، وأن تعمل وفق برنامج يقوم على مكافحة الفساد ومعالجة الأزمة المعيشية ووضع قانون انتخابي جديد، وبالتالي فانّ الجماعة اليوم تتريث بموقفها لحين تشكيل الحكومة، فإذا تشكلت وفق هذه المعايير فإنّ الجماعة ستكون الناقد الأمين لأدائها، أما اذا لم تراعها فإن الجماعة ستأخذ موقفاً سلبياً منها.