العدد 1426 / 2-9-2020

اعتبر رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان والنائب السابق الدكتور عماد الحوت في حديث لـ"إذاعة الفجر"، أنّ المشكلة الأساسية في ما حصل بعملية تكليف مصطفى أديب بتشكيل الحكومة أنّ هناك اصراراً دائماً على انتهاك دستور الطائف من خلال ايجاد أعراف جديدة عند كل استحقاق، وكان آخرها ما جرى في مشاروات التكليف الأخيرة بين نادي رؤساء الحكومات السابقين ورئيس الجمهورية، وعدّ الحوت ما جرى بأنّه تجاوز للدستور والمؤسسات وإضعافٌ لموقع رئيس الحكومة الذي أصبح جزءاً من البازار السياسي، مشدّداً على أنّ كل ذلك يأتي في اطار تعويم الطبقة السياسية لنفسها بعد أن فقدت ثقة جزء كبير من الناس.

وأشار الحوت إلى تحديين رئيسيين أمام الرئيس المكلّف اليوم، الأول يتمثّل بشكل الحكومة التي ينبغي أن تكون مصغرّة ومؤلّفة من مجموعة من الاختصاصيين يمارسون دورهم وصلاحياتهم بعيداً عن املاءات الزعماء والأحزاب، والتحدي الثاني هو برنامج الحكومة الذي ينبغي أن يركّز على نقاط رئيسية أهمّها إعادة إعمار بيروت، محاسبة المتسببين بالإنفجار، بالإضافة إلى إنقاذ الوضع الإقتصادي والمعيشي وتنفيذ الإصلاحات الضرورية، وإجراء انتخابات مبكّرة على أساس قانون جديد، وسأل الحوت هل ستتيح الأحزاب للرئيس المكلّف فرصة تجاوز التحديات وتشكيل حكومة مصغرّة وببرنامج واضح أم سنعاني من الممطالة من جديد؟ مضيفاً أنّ الأيام المقبلة ستظهر الحقيقة.

وأشار الحوت إلى أنّ تسمية الرئيس المكلّف جاءت بضغط فرنسي مباشر ولم تأتِ بمبادرة محلية من الفرقاء اللبنانيين، موضحاً أنّ ظروف التكليف لا تبشّر بأنّ هناك رغبة حقيقية بتشكيل حكومة منتجة تقوم بإصلاحات جدية، وأبدى تخوّفه من أن تكون حكومة تمرير وقت فقط.

على صعيد الموقف الفرنسي، قال الحوت "إنّ لبنان بالنسبة لفرنسا هو آخر موطئ قدم تستطيع أن تؤثر فيه في الشرق الأوسط، ولذلك تحرص أن تظهر بموقع المؤثر فيه"، لكنّه أشار إلى أنّها (أيّ فرنسا) تمارس هذا الدور في ظل الغياب الأمريكي المؤقت نتيجة الإنشغال بملفات أخرى، وفي حال عاد الأمريكي إلى الساحة اللبنانية فإنّه سيوقف المسار الفرنسي وسيأخذ الأمور بشكل مباشر، ورأى الحوت أنّ المشكلة الأساسية اليوم أنّ الدور الفرنسي يأتي ليعوّم الطبقة السياسية الفاسدة من جديد ويدخل لبنان في متاهة سوء الإدارة التي عانى منه على فترة من الزمن.