العدد 1423 / 29-7-2020

اعتبر رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان النائب السابق الدكتور عماد الحوت في حديث لـ"إذاعة الفجر"، أنّ التطور السريع بإصابات وباء "كورونا" لا شك أنّه مقلق ولكنّه كان متوقعاً في ظل غياب إدارة موحّدة للحكومة لهذا الملف، وقال الحوت "إنّه قد يكون من الضروري إقفال البلد لمدة أسبوع للالتقاط الأنفاس ومن ثم الإنتقال من جديد لمواجهة كورونا من خلال خطة موحدة شاملة على كل المستويات وليس مجرد اجراءات آنية منفصلة عن بعضها".

وعن زيارة وزير الخارجية الفرنسي "جان ايف لودريان"، رأى الحوت أنّها جاءت لتؤكد حجم التخبّط في إدارة الأزمة اللبنانية من قبل الحكومة والعاملين في الساحة اللبنانية، مشيراً إلى أنّ لودريان وجد نفسه يتعامل مع إدارة برؤوس متعددة وليس مع فريق واحد، وأوضح الحوت أنّ هذه الزيارة حملت رسالتين أساسيتين، الأولى تمثّلت بإعطاء شيء من الأوكسجين للبنانيين من خلال منحة المدارس التي قُدّمت للمدارس الفرنكوفونية لتأمين الحد الأدنى من صمود المواطن اللبناني، أمّا الرسالة الثانية فقد تمثّلت بتوصيل موقف واضح من الخارج بأنّ الحصار على لبنان مستمر مادام الأداء اللبناني داخلياً وخارجياً مستمر بما هو عليه من تخبط وتناقض.

وأضاف الحوت أنّ فرص الخروج من الأزمة ضئيل جداً في ظل غياب الإدارة الموحدة وتعدد الرؤوس في مصدر القرار وبالتالي فإننا سنكون أمام حالة انهيار مستمر طالما هناك من يريد أن يضع يده على قرار البلد منفرداً.

وحول موضوع التدقيق المالي، تمنّى الحوت أن يتحول إلى تدقيق حقيقي شامل ويطال جميع إدارات الدولة وصفقاتها، وقال "إنّه ليس متفائلاً جداً به طالما أنّ القيميين على الدولة هم سبب الفساد لكنّه عبّر عن إيمانه بأهمية التدقيق إذا وصل إلى نتائج حقيقية".

على صعيد آخر، رأى الحوت أنّ خطر أي مواجهة مع العدو الإسرائيلي سواء كانت محدودة أو مفتوحة يزداد يوماً بعد يوم لعدة أسباب، منها قرب الإنتخابات الأمريكية الرئاسية وسعي ترامب إلى افتعال انتصار خارجي يؤمّن له فرص النجاح بعد تراجع شعبيته في الداخل الأمريكي وهو ما قد يدفع إلى اعتداء اسرائيلي، وفي المقابل فإنّ الفريق الآخر المأزوم سياسياً في لبنان والمنطقة ربما يكون بحاجة إلى تسريع المفاوضات في اتجاه يناسبه من خلال الضغط بورقة الصراع مع الكيان الصهيوني، وأكّد الحوت أنّنا نحتاج اليوم إلى تأمين معادلة الردع مع الكيان الصهيوني، والتي لا بد أن تقوم على ثلاث نقاط رئيسية، تأمين الإلتفاف الوطني وبناء الدولة وبالتالي عدم التفرّد بأيّ قرار، العودة إلى الداخل اللبناني والانسحاب من الصراعات الخارجية، وتأمين مقومات الصمود للشعب اللبناني من خلال ايجاد حلول حقيقية للأزمة الإقتصادية.