قال رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية والنائب السابق الدكتور عماد الحوت في حديث لـ"إذاعة الفجر"، إنّ جميع القوى السياسية بدأت تدرك دقة المرحلة وحساسية الوضع في لبنان، ورأى الحوت أنّ زيارة الرئيس المكلف إلى قصر بعبدا غداً ضرورية ومناسبة في ظل الجمود الحاصل في ملف التشكيل،  لكنّه استبعد الوصول إلى حل سريع في هذا الملف أو خروج الدخان الأبيض في ما يتعلق بتشكيل الحكومة في الوقت القريب.
واعتبر أنّ العودة إلى احترام الدستور والأليات الدستورية للتأليف والخروج من تكريس أعراف جديدة، إضافة إلى عدم اعطاء ثلث معطل لأيّ فريق سياسي، والإبتعاد عن المحاصصة السياسية المفضوحة، وأخيراً تشكيل حكومة من اختصاصيين لديهم رغبة حقيقية باجراء الإصلاحات الضرورية، هي من أهم الشروط التي تجعل المجتمع الدولي يتعامل بإيجابية مع الحكومة الجديدة.

وعن جولات الجماعة الإسلامية على المراجع اللبنانية، أوضح الحوت أنّها تأتي من باب المساهمة في تحريك المياه الراكدة على المستوى السياسي، من خلال التذكير بموقفها وتقديم ورقة ملخص "رؤية وطن"، وذكّر الحوت بالنقاط الأساسية التي تقوم عليها رؤية الجماعة، وأهمها التفاعل مع الحراك السلمي خارج الأطر الطائفية والمناطقية بطريقة ايجابية، إضافة إلى اعتماد المسار الدستوري في التغيير لجهة احترام الدستور وتشكيل حكومة كفاءات وانتخابات نيابية جديدة، إلى جانب بناء دولة المواطنة والمؤسسات واستقلالية القضاء وغيرها، بالإضافة إلى البعد الإقتصادي لتأمين صمود الناس، وأخيراً البعد السياسي الخارجي من خلال تأكيد الانتماء العربي للبنان ورفض التطبيع والإصرار على حق العودة ورفض استخدام لبنان كساحة لتصفية الحسابات الدولية والإقليمية.
على صعيد آخر، رأى الحوت أنّ الأزمة الإقتصادية والمعيشية مرجّحة للإزدياد والمزيد من التعقيد في ظل عدم مسؤولية الطبقة السياسية وغياب وجود خطّة واضحة متفق عليها لمعالجة الأزمة الإقتصادية، متوقعاً أن تكون الأيام القادمة أصعب من الحالية، وأكّد الحوت على ضرورة التفاف المسؤولين لوضع خطة لمعالجة هذا الوضع الصعب وترك أنانياتهم  جانباً.