العدد 1478 /15-9-2021

تركيا وقفت في العقد الأخير إلى جانب الشعوب المضطهدة، لكنّها لم تتدخّل في أي مكان انطلاقاً من حسابات طائفية أو عرقية

العبء الأكبر في لبنان يقع على عاتقنا قبل الإعتماد على الخارج، واستلهام التجربة والنموذج التركي شيء مفيد ومهمّ للبنان

لبنان قد يكون محل اهتمام تركيا، انطلاقاً من الجوار الجغرافي والملفات المشتركة في شرق المتوسط، لكنّ أغلب المكونات اللبنانية غير مرحبّة بأي دور تركي في لبنان.

أدعو إلى وحدة كلمة المسلمين السنّة وجمع صفّهم في لبنان، ونبذ التشرذم المفضي إلى الضعف والإحباط


أكّد الأمين العام للجماعة الإسلامية في لبنان، الأستاذ عزّام الأيّوبي، أن جزءاً مما يشغل تفكير المسلمين السنّة في لبنان هو الدور الذي يمكن لتركيا أن تقوم به في البلد لصالحهم، إنطلاقاً من بحثهم عن سبيل لإعادة التوازن المفقود في لبنان، وأشار الأيوبي إلى أنّ المسلمين السنّة في لبنان راحوا يتطلعون إلى أيّة قوّة يمكن أن تدعمهم من أجل التوازن الداخلي، وذلك نتيجة شعورهم بحالة الضعف أمام المكوّنات الأخرى، ومن هنا جاء التفكير لديهم بالتطلع نحو تركيا، خاصة وأنّها وقفت خلال العقد الأخير إلى جانب شعوب كانت تشعر بالاضطهاد والمظلومية ، وأغلب هذه الشعوب كانت من المسلمين السنّة.

الأيوبي وفي ندوة نظّمها منتدى الدراسات والبحوث تحت عنوان " النهضة التركية وأثرها على الطائفة السنية في لبنان" عبر منصة زووم وحضرها عدد كبير من الباحثين والناشطين والمهتمين من لبنان والخارج أشار إلى أنّ تركيا دولة ليست مطلقة القوّة والصلاحية في المنطقة، على الرغم من قدرتها وقوّتها وحجم تأثيرها، فهي تأخذ بعين الإعتبار التوازنات الإقليمية والدولية القائمة، وليست حريصة على إثارة حساسيات جديدة في المنطقة مع قوى لها حساباتها وتأثيرها، فضلاً عن أنّها عندما تدخّلت في بعض المناطق فإنّ تدخّلها كان من منطلق الوقوف إلى جانب مكوّنات مضطهدة ولها حضورها ودورها في الجغرافيا والسياسة، ولها تواجدها الميداني والشعبي والرسمي، كما أشار إلى أنّ تركيا لها مصالح وأولويات خاصة بها كدولة، ولا بدّ من إدراك حقيقة وهي أن تركيا لا تتعاطى في ملفات المنطقة انطلاقاً من حسابات طائفية أو مذهبية أو عرقية أو ما سوى ذلك.

من ناحية أخرى أشار الأيّوبي إلى أنّ تركيا كما غيرها من دول الإقليم أو حتى دول العالم يمكن أن يكون لبنان محط نظرها لاعتبارات كثيرة أقلّها الجوار الجغرافي وبعض الملفات المشتركة كملف الغاز في المتوسط، غير أنّه ليس هناك أيّة بوابة عبور رسمية لتركيا إلى لبنان، حيث أن معظم المكونات اللبنانية لا تحبذ الحضور التركي، إما على خلفية عدائية وإما على خلفية تنافسية وإما على خلفية خضوع لحسابات إقليمية أو دولية، فضلاً عن أنّ تركيا ضنينة بالفئة التي تحبّذ الحضور التركي لعلمها أن أي تدخل سيجر على هذه الفئة ضغوطات قد لا تستطيع تحملها. وأكد على أن هذا الدور المرغوب يحتاج إلى تمهيد وإعداد من قبل اللبنانيين الراغبين بأنفسهم إبتداء، وضرب مثلاً على هذا الأمر قيام مكوّنات أخرى في البلد بمسؤوليتها والإعتماد على نفسها قبل تلقي أي دعم خارجي، ومن هنا دعا الأيوبي المسلمين السنّة في لبنان إلى وحدة الكلمة وجمع الصف، ونبذ التشرذم الذي يفضي إلى الضعف وتالياً إلى الإحباط. كما أكّد الأيّوبي أن العبء الأكبر في عملية النهوض يقع على عاتق اللبنانيين في الداخل قبل غيرهم، كما أشار إلى أنّ استلهام التجربة والنموذج التركي بالنسبة للبنانيين شيء مهم ومطلوب في المرحلة المقبلة.

بعد ذلك جرى نقاش وحوار أجاب فيه الأيّوبي على مداخلات وأسئلة المشاركين.