شدّد الأمين العام للجماعة الإسلامية في لبنان، الأستاذ عزّام الأيّوبي، على مبدأ مواجهة انحراف السلطة والتصدّي للظلم الذي قد يلحق بالمواطنين وأكّد على أنّ ذلك ينقذ المجتمع الإنساني من عقاب الله ويضع حدّاً للتغوّل في أي مجتمع.

الأيّوبي وفي ندوة نظّمها المجمع الثقافي الجعفري حول الحسين بن علي ودوره في نهضة العدالة بوجه ظلم السلطة أكّد على أنّ خطوة الحسين رضي الله عنه كانت عملية استمرار لنهج جدّه النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم عندما رفض العرض الذي قدّمته له قريش عن طريق عمّه أبي طالب، وأشار الأيّوبي إلى أنّ الحسين عندما قام إنّما قام ليواجه مبدأ انحراف بدء تشكيل السلطة عن الطريقة التي تُضمن فيها العدالة، منوّهاً إلى ضرورة عدم السكوت اليوم على انحراف السلطة وعن كل ما يجري في تشكيلها لأنّ ذلك سيعني أن نظام الحكم سيتعرّض للانحراف وبالتالي تضيع العدلة.

كما أشار الأيّوبي إلى أنّ مما دعا الحسين إلى خطوته مواجهة الظلم الذي استشرى وبالتالي فإنّ مواجهة الحكّام الظالمين في أي عصر مطلب يندرج في إطار الإصلاح. كما وأنّ تلك الخطوة كانت بهدف الحفاظ على المجتمع الإنساني وفي إطار تصويب المسار حتى لا يعمّ العقاب المجتمع كلّه.

الأيّوبي أشار أيضاً إلى أنّ مما يُستفاد من "ثورة" الحسين أن الخضوع للظالمين يتعارض مع مبدأ الإيمان، وأن الحسابات المادية قبل مواجهة الظالمين يجب أن تأخذ بعين الاعتبار الموازين القائمة وهو ما فعله الحسين عندما خرج إلى الكوفة بعدما استوثق من أهلها وبغض النظر عن النتيجة التي كانت بعد ذلك. كما أشار الأيّوبي إلى أنّ ما قام به الحسين يقع في إطار الاجتهاد ولا يعني أن الذين لم يخرجوا معه خنعوا أو ركنوا إلى الظالم، فالحسين نفسه لم يصرّ على أقرب المقربين منه على الخروج، وخلص الأيّوبي إلى القول إن السكوت الدائم على الظلم لا يجوز مطلقاً، منوّهاً إلى أهمية فهم وإدارك هذه المعاني العظيمة في حركة الحسين بن علي رضي الله عنهما الإصلاحية.

هذا وشهدت الندوة كلمات ومداخلات عديدة كان منها مداخلة مميّزة لقاضي صيدا الشرعي الشيخ محمد أبو زيد.