اعتبر نائب رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية والمسؤول السياسي للجماعة في البقاع الأستاذ علي أبو ياسين في حديث لـ"إذاعة الفجر"، أنّ مرحلة الإقفال كانت غير مجدية خاصة أنّ عدد الإصابات لم يتغير بل إنّ عداد الكورونا ما زال يسجّل أرقاماً قياسية على صعيد الإصابات والوفيات، مشيراً إلى أنّ هذا الإقفال كانت له انعكاسات وتداعيات سلبية كبيرة على الناحيتين المعيشية والإقتصادية، وسأل أبو ياسين "ما جدوى الإقفال إذا كانت الحكومة لا تقوم بتأمين الأدوية الأسياسية لكورونا؟"، مؤكداً أنّ هذه المرحلة كان يجب أن تكون متوامنة مع سلسلة من الإجراءات التي يحتاجها المواطن.

وشدد أبو ياسين على أنّ الاستمرار بهذا الإقفال يخنق اللبنانيين أكثر دون أن يكون له جدوى أسياسية، مؤكداً أن المطلوب اليوم فتح البلد بشكل مدروس، والتسريع بعملية تأمين اللقاح للبنانيين.

وحول مضووع رفع الدعم قال أبو ياسين "إنّ ثمة مخطط مخفي من قبل الحكومة لرفع الدعم عن المواد الأساسية بشكل مقنع وتدريجي دون أن يشعر به المواطن"، وأضاف "على الحكومة أن تبقي على هذ الدعم حتى تجد حلولاً بديلة له"، وحمّلها مسؤولية التهريب وكل أشكال المخالفات التي تحصل.

على صعيد آخر، رأى أبو ياسين أنّ ما حدث في مدينة طرابس كان عملاً مفتعلاً ولا يمت إلى الحراك الشعبي العفوي بصلة، موضحاً أنّ الهدف من هذا العمل الاستثمار السياسي بجوع الناس ودمائهم، وقال "إنّ الذين أتوا لبدء الحرلك في طربلس هم غرباء عن المدينة والأجهزة الأمنية تعرفهم، وكان يستهدفون إغراق المدينة ومن ثم كل المناطق اللبنانية بحمّام من الدم"، وأكّد أبو ياسين على ضرورة محاسبة هؤلائ الأشخاص والجهة التي دفعتهم إلى القيام بذلك واصفاً ما جرى بأنّه "خيانة وطنية بامتياز"، مشدداً على أنّ تحويل طرابلس أو أي منطقة لبنانية أخرى إلى "صندوق بريد" أمر مستنكر ومرفوض.

على الصعيد السياسي، أكد أبو ياسين أنّ تشكيل الحكومة بات أمراً ضرورياً وملّحاً والتأخير لم يعد مقبولاً، مشيراً إلى "أنّ مشكلة تشكيل الحكومة عند بعض الأطراف لم تعد مشكلة ثلث معطل أو وزير من هنا أو هناك بل السعي إلى الإمساك بمفاصل الدولة والسيطرة عليها، وتحويل موقع رئاسة الحكومة إلى موقع هامشي لا دور ولا أساس له"، موضحاً أنّ كل الوساطات الجارية لن تجدي نفعاً وتشكيل الحكومة لن يكون قاب قوسين أو أدنى أو بوقت سريع إذا ما استمرت هذه الممارسات.

وتمنى أبو ياسين من الأطراف الفاعلة وخاصة رئيس مجلس النواب نبيه بري التدخل بشكل أقوى على هذا الخط لتسهيل هذا الأمر، كما حثّ أبو ياسين التيار الوطني الحر التوقف عن تعطيل تشكيل الحكومة و"العودة عن بعض أطماعه في السلطة".

وقال أبو ياسين "إنّ الوضع بين طرفي التأليف (رئيس الجمهورية والرئيس المكلف) مأزوم ومتشنج"، لكنّه أشار إلى إمكانية حلحلة الأمور إذا حصلت تسوية جدية وحقيقية وليست شكلية، متمنياً أن لا تكون هذه التسويات على حساب الشعب اللبناني أو التوزانات الموجودة في البلد، لأن الإخلال بهذا التوازن أو تقديم أي تنازلات مجدداً سيحدث إرباكاً جديداً وأزمة جديدة.