العدد 1672 /16-7-2025

عقد البرلمان اللبناني صباح اليوم الثلاثاء جلسة عامة برئاسة رئيسه نبيه بري لمناقشة الحكومة في سياساتها، بعد نحو خمسة أشهر على تأليفها، على أن تُستكمل مساءً لإدلاء الكتل النيابية بمواقفها، ولا سيما بشأن بملف سلاح حزب الله والمقترحات الأميركية، والتعيينات، وقانون الانتخابات، وطريقة تعاطي مجلس الوزراء مع الاستحقاقات الأساسية. وشهدت الجلسة الصباحية بعض السجالات المحدودة، حول بعض الملفات، في حين كان التركيز الأبرز على سلاح حزب الله، ولا سيما من جانب حزب القوات اللبنانية (برئاسة سمير جعجع) الذي دعا الحكومة إلى وضع خطة زمنية لسيطرة الدولة في أول جلسة مقبلة لها وبدء خطوات فعلية لتفكيك السلاح على كامل الأراضي اللبنانية.

وبالتزامن مع انعقاد جلسة البرلمان اللبناني العامة على وقع تحليق منخفض لطيران الاحتلال في الأجواء اللبنانية ضمنها بيروت كانت السلسلتان الغربية والشرقية تشهدان غارات إسرائيلية عنيفة، أسفرت عن سقوط 12 شهيداً، بينهم سوريون ولبنانيون، و7 جرحى، في حصيلة غير نهائية، أعلن عنها محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، وتُعدّ الأعلى، منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. كما تزامنت الجلسة مع بدء لبنان دراسة ردّ واشنطن على الجواب اللبناني بشأن مقترحات الموفد الأميركي توماس برّاك والذي يرتكز على ضرورة وضع مهلة زمنية لسحب سلاح حزب الله والفصائل المسلحة، مع جدول واضح لآلية التنفيذ تضعه الحكومة اللبنانية.

ودعا عددٌ من النواب الحكومة إلى اتخاذ موقف من الاعتداءات اليوم على البقاع والخروقات المستمرة لاتفاق وقف إطلاق النار والتي تخطت عتبة الـ4 آلاف، وأسفرت عن سقوط أكثر من 200 شهيد. وفي بداية الجلسة، قال نائب رئيس البرلمان اللبناني إلياس بو صعب إنّها "المرة الأولى التي يحصل فيها نقاش من هذا النوع، وسنسمع طبعاً كلاماً مضاداً ومزايدات، كما سنسمع مطالبات بحصر السلاح وإعادة الإعمار، وعلينا أن نبدأ بمحاسبة أنفسنا أيضاً كنواب"، متسائلاً "الحكومة التزمت وفقاً لوثيقة الوفاق الوطني المقرّة في اتفاق الطائف باتخاذ الإجراءات اللازمة كافة لتحرير جميع الأراضي من الاحتلال الإسرائيلي، فكيف التزمت بذلك؟". وأشار في كلمته إلى أن الدستور تحدث كذلك عن إلغاء الطائفية.

من جهته، قال النائب جورج عدوان (عن كتلة القوات اللبنانية) إنّ "المطلوب في أول جلسة حكومية مقبلة، وضع خطة زمنية لسيطرة الدولة، وبدء خطوات فعلية حتى لا يكون هناك سلاح على كامل الأراضي اللبنانية ولا بنى عسكرية أو أمنية، لأنه بلا ذلك فعبثاً نحاول بناء اقتصاد أو إعادة إعمار". وأضاف عدوان "من دون عودة الدولة لا يتأمّل أحد بعودة العلاقات العربية والدولية ولا يتأمل أحد بأن أحداً سينظر إلى لبنان، وبأن دولة لبنان ستبقى لتحافظ على الكيان"، مشيراً إلى أننا "في سباق مع الوقت، ويجب الحذر جداً من أن تحوّل الحكومة من حكومة أمل وإنقاذ إلى حكومة الفرصة الضائعة وخيبة الأمل، وهذا ما لا نريده"، وفق تعبيره.

من جهته، تطرّق رئيس التيار الوطني الحر، النائب جبران باسيل إلى ملفات عدة، ضمنها التعيينات واللاجئين السوريين، ملوحاً بطرح الثقة بالحكومة في نهاية جلسة البرلمان اللبناني. وشدد باسيل على أننا "مع أن يسلم حزب الله سلاحه للدولة لكن لسنا مع حفلة التحريض التي توصل إلى حرب أهلية"، مضيفاً "الدولة لا تبادر إلى نزع السلاح أو تسليمه، بل هناك عملية شراء وقت لحين التوصل إلى اتفاق إيراني أميركي، وبدل تقديم ورقة لبنانية، ننتظر أميركا التي قدمت ورقة ونحن نركض لمعرفة ماذا نفعل بها"، مؤكداً أنه "من حق رئيس الجمهورية (جوزاف عون) أن يفاوض مع الخارج ونحن مع حوار جدي لتسليم السلاح لكن لا نزال مكاننا، والكل يعرف أن هناك حالة انتظار ولا حوار جدي".

بدوره، قال عضو كتلة حزب الله البرلمانية، النائب إبراهيم الموسوي، إن "الكل يتحدث عن فرصة تاريخية وضرورة اغتنامها، ولكن من يتحدث عن صداقته للبنان فعليه أن يعطي الجيش اللبناني سلاحاً دفاعياً ليحمي الوطن في وجه العدو (الاحتلال الإسرائيلي)"، مضيفاً "أعتقد أن اللبنانيين يجمعون في مثل هذه الأوقات وفي مثل هذه الظروف كما يجمع العالم على أن المنطقة تمرّ بتحولات خطيرة مصيرية لا تتوقف أبداً عند مصير شعوب أو جماعات أو مكونات بقدر ما تتصل بمصير دول وتعديل خرائط". ولفت الموسوي إلى أن "ما يطرحه الموفدون وما نحن بصدده منذ فترة هو نوع من التهديد المبطن للبنان"، مشدداً على أن "من يتعاطى بمنطق الغالب والمغلوب إنما يتعاطى بمنطقة الخيانة الوطنية"، على حد تعبيره.