العدد 1689 /12-11-2025
أثار إعلان ثلاثة من المرشحين في انتخابات مجلس
النواب المصري انسحابهم من السباق الانتخابي، بعد بدء عملية التصويت داخل لجان
الاقتراع بمحافظات المرحلة الأولى، التي استمرت على مدار يومي الاثنين والثلاثاء،
حالةً من اللغط القانوني حول القرار الذي وصفه البعض بـ"الإعلامي"، كونه
لا يستند إلى أي نصّ تشريعي، كما لا يترتب عليه أثر قانوني.
ونصت المادة العشرين من قانون تنظيم مباشرة الحقوق
السياسية بأن لكل مرشح أن يتنازل عن الترشح بإعلان على يد محضر، أو بأي وسيلة
رسمية أخرى تُحددها الهيئة الوطنية للانتخابات، إلى لجنة متابعة سير العملية
الانتخابية بدوائر المحكمة الابتدائية المختصة، خلال 48 ساعة على الأكثر من تاريخ
إعلان القائمة النهائية للمرشحين. ويثبت التنازل أمام اسمه في كشف المرشحين في
الدائرة، إذا كان قد قيد في الكشف.
وأعلنت الهيئة الوطنية القوائم النهائية للمرشحين
في محافظات المرحلة الأولى بتاريخ 23 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وبالتالي فإن أي
تنازل عن الترشح بعد تاريخ 25 أكتوبر لا يعتد به، إذ لا يحذف اسم المرشح من بطاقات
الاقتراع الموزعة على لجان التصويت، ومن ثم فإعلان أي مرشح الانسحاب بعد ذلك
التاريخ لا قيمة له. والمرشحون الثلاثة الذين أعلنوا انسحابهم هم نشوى الديب
المرشحة المستقلة عن دائرة إمبابة بمحافظة الجيزة، ورفعت شكيب المرشح المستقل عن
دائرة المراغة في محافظة سوهاج، وهيثم شوقي مرشح حزب الغد عن دائرة حدائق القبة في
القاهرة. وعزا الثلاثة انسحابهم إلى الأسباب نفسها، وهي "غياب الشفافية
والنزاهة عن إجراءات التصويت، وسيطرة المال السياسي على العملية الانتخابية".
وكشف مصدر نيابي مطلع أن المرشحين الثلاثة أعلنوا
انسحابهم من الانتخابات بسبب فشلهم في التحالف مع حزب "مستقبل وطن"
الحائز للأغلبية في البرلمان بغرفتيه (النواب والشيوخ)، والذي قرّر إخلاء بعض
الدوائر الانتخابية لمصلحة مرشحين مستقلين وحزبيين من خارج "القائمة
الوطنية" التي يقودها، وتضم 12 حزباً موالياً للرئيس المصري عبد الفتاح
السيسي.
وقال المصدر إن الديب فازت بعضوية مجلس النواب في
انتخابات 2015 عن "الحزب العربي الناصري"، ثم تحالفت مع حزب مستقبل وطن
لتحظى بعضوية البرلمان مجدداً بصفة مستقلة في 2020، وحينما حاولت التحالف مع الحزب
مرة أخرى لم يرحب بذلك، واستبدلها بالمرشح عن حزب "المحافظين" إيهاب
الخولي، المدعوم مع مرشح مستقبل وطن وليد المليجي (عضو مجلس الشيوخ السابق) للفوز
بمقعدي دائرة إمبابة على النظام الفردي.
وذكر المصدر أن الأمر ذاته تكرر مع شكيب، الذي لا
يزال يحمل عضوية مجلس النواب عن دائرة المراغة (2020-2025)، وقد حاول التحالف مع
مستقبل وطن للفوز بمقعد الدائرة الفردي في الانتخابات الجارية، غير أن الحزب فضل
دعم المرشح عن حزب "حماة الوطن" هاشم محمد هاشم. وكذلك الحال مع مرشح
حزب "الغد" في دائرة حدائق القبة بالقاهرة، التي دفع فيها مستقبل وطن
بمرشحه أحمد جعفر للفوز بمقعدها الفردي.
وانتهت عملية التصويت في محافظات المرحلة الأولى
بحلول التاسعة من مساء الثلاثاء، تمهيداً للبدء في أعمال الفرز داخل اللجان
الفرعية، وعددها 5606 لجان في 14 محافظة، هي الجيزة، والفيوم، وبني سويف، والمنيا،
وأسيوط، والوادي الجديد، وسوهاج، وقنا، والأقصر، وأسوان، والبحر الأحمر،
والإسكندرية، والبحيرة، ومطروح. وقفز سعر الصوت الانتخابي من 200 جنيه في اليوم
الأول للتصويت إلى 300 جنيه في الساعات الأولى من اليوم الثاني، وصولاً إلى 500
جنيه في الساعتين الأخيرتين من التصويت، وفق ما وثقه ناخبون في دوائر عدة بمحافظات
الجيزة والإسكندرية والبحيرة وسوهاج والأقصر، عبر عشرات الفيديوهات المتداولة على
نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي.